«جرب» وأمراض جلدية مختلفة، وآثار بيئية وصحية خطيرة تؤرق سكان قرية الحفيرة التابعة لمركز صمخ جنوبي بيشة، بعد محاصرة مزارع الدواجن لقراهم لأكثر من عقدين، فضلا عن الروائح الكريهة التي يصل مداها للقرى المجاورة والبعيدة. وفي المقابل، أكدت مديرية الزراعة ببيشة خلو المشروع من الدواجن في الوقت الحالي. وأوضح ل «عكاظ» مدير عام مديرية الزراعة في محافظة بيشة بالإنابة مريح الشهراني، أن المنحة الزراعية لمشروع الدواجن اللاحم الواقعة شرق قرى الحفيرة مرخص لها منذ عدة سنوات وقبل وصول المد العمراني للمشروع، مشيرا إلى صدور قرار بعدم تجديد تراخيص أي مشروع عند انتهاء العمر الافتراضي والمحدد ب 25 عاما. وأضاف «المشروع خال من الدواجن حاليا». إلى ذلك أوضح ل «عكاظ» المواطن عبدالله ناصر القربي من أهالي الحفيرة، أن القرية أصبحت محاصرة من الجهة الشرقية بمزارع الدواجن التي تبعد عن أقرب منزل في القرية سوى كيلو مترين، مستغربا تجاهل زراعة بيشة للشكاوى والمطالب المتكررة من قبل الأهالي لنقل المشروع إلى موقع لدفع الضرر عن القرى التي يقطنها أكثر من ثلاثة آلاف تقريبا، وطالب بتدخل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة». من جهته، تطرق المواطن ناصر عبدالمانع إلى نص وزارة الزراعة الذي يشير إلى أن مشاريع مزارع الدواجن يجب أن تكون بعيدة عن التجمعات السكنية بمسافة لا تقل عن (10كم) وبعيدا عن مجاري السيول ومواقع تجمع المياه، وقال «المشروع غير مطابق لقرار التمليك الصادر من وزارة الزراعة». وبين المواطن ناصر راشد الشهراني إصابة أبنائه بأمراض جلدية خطيرة نتيجة وجود هذه المزارع بالقرب من منزله، وراجع عددا من المستشفيات الحكومية والخاصة بصفة مستمرة لعلاجهم. وأضاف، الروائح الكريهة أجبرتني على ترك منزلي والانتقال إلى منزل آخر بعيداً عن مزرعة الدواجن، وطالب الشهراني الجهات المسؤولة بعلاج أبنائه من الأمراض الجلدية في مستشفيات متخصصة وتعويضه عن ترك منزله. بدوره انتقد المواطن محمد جرمان إنشاء مزارع الدواجن في مجاري السيول، لما تسببه من آثار بيئية وصحية خطيرة، وقال تنقل السيول مخلفات مزارع الدواجن إلى مزارع الأهالي الواقعة على ضفاف وادي «هرجاب»، فيما تخوف مدير مدرسة ابتدائية الحفيرة مطيحن الشهراني، من إصابة الطلاب بأمراض الربو والحساسية بسبب استنشاقهم للروائح الكريهة المنبعثة من هذه المزارع. وأشار المواطن فهد الشهراني من سكان الحفيرة، إلى قرار هيئة النظر بالمحكمة الشرعية في صمخ والذي ينص على أن الموقع قريب من الكتلة السكانية ومضر بالمواطنين المجاورين للمشروع نتيجة خروج الروائح الكريهة والمزعجة منه. وبين كل من عبدالعزيز ردعان وجويعد عايض، أن الحصار الذي تعيشه القرية نتيجة التلوث البيئي، يتعارض تماما مع النظام العام للبيئة الصادر بالمرسوم والمبني على قرار مجلس الوزراء بهذا الشأن.