أوضح عضو مجلس الشورى الدكتور سعد بن عبدالرحمن البازعي أن الغموض في النص الأدبي لا يهدف في غالب الأمر من خلاله الكاتب إلى الابتعاد عن الرقيب و السلطة بأنواعها المختلفة، ورغم هذه التأكيدات إلا أنه أورد عدة أمثلة على تأثير السلطة على كتابات بعض الكتاب أمثال عبدالرحمن بن منيف وفوزية أبو خالد لا سيما في مجموعتها (قراءة في السر لتاريخ في الصمت، التي أرادت بها الحديث عن الواقع العربي في فترة السبعينات، وكتابات الشاعرة خديجة العمري وقصائدها والتي منها قصيدة (دون الذي أنوي) وسعد يوسف، لا سيما في قصيدته (باب سليمان)، والشاعر محمد الدميني التي أورد مثلا لذلك قصيدته (ملاك الحسرة)، التي نشرت في مجموعة بعنوان (سنابل في منحة). مبينا «لا يمكن تجاوز السلطة، بمعاييرها المختلفة»،موضحا أن جمالية الكتابة هي إحدى السلطات التي تمارس على النص حين التقيد بشروطها، مشيرا إلى أنه تعرض لتأثير السلطة، قائلا: «شخصيا تعرضت للاستجواب حينما كنت رئيسا لنادي الرياض الأدبي»، وأضاف حول وسائل الإعلام الحديثة لاسيما (تويتر) وحرية الكتابة: «أن من اعتقد أن (تويتر) ساحة يمكن للكاتب من خلاله الكتابة بحرية تامة فهذا غير صحيح،قائلا: «يدرك الكاتب عواقب ذلك». الناقد الدكتور سعد البازعي الذي حل البارحة ضيفا على نادي جدة الأدبي متحدثا عن السلطة وتأثيرها على النص الثقافي تحت عنوان (السلطة والثقافة: مواجهات النص)، أكد خلال محاضرته أن قيود السلطة تؤثر على النص الثقافي، وقال: «لا تقتصر السلطة على الجانب السياسي بل هي أنواع أهمها السلطة الدينية التي لا تتوافق مع السلطة السياسية أحيانا والعكس، كما تلحقهما سلطات أخرى كالاجتماعية وغيرها»، وأضاف «الغموض في النص لا يهدف إلى الابتعاد عن الرقيب دوما، بل يستخدم كهدف جمالي أحيانا خصوصا في مجال الشعر». المحاضرة التي أدارها الدكتور يوسف العارف، شهدت عدة مداخلات حول موضوعها من عدد من الحضور أمثال عاطف بهجات، الدكتور أحمد العدواني، الدكتورة أميرة كاشغري، الدكتورة بديعة كاشغري، الدكتور زيد الفضيل، والدكتور عادل باناعمة، وغيرهم.