قال الدكتور سعد البازعي "إن الإنتاج الأدبي في روسيا أهم منه في أميركا كونه مرتبطاً بالرقيب، وأن العديد من الروايات اشتهرت بسبب منعها في الاتحاد السوفيتي سابقاً"، وبين أن الرقابة تؤثر عميقاً في تشكيل الأدب وإبداعه. جاء ذلك في محاضرته بنادي الرياض الأدبي أول من أمس بعنوان "الرقابة والإبداع"، التي شدد فيها على أنه عندما تقترن الرقابة بالإبداع تؤثر تأثيراً عميقا ومباشراً في تشكيل الأدب، مشيراً إلى أن العالم الثالث مليء بالقيود. ورأى البازعي أن القيود ضرورية لكي يكون لديك قِيم، واستشهد بنصوص شعرت بأهمية الرقابة، حيث هناك روايات تواجه الرقابة مباشرة وروايات تتمثل بالرقابة مثل رواية "شارع العطايف" حيث تذكر أسماء المدن والأشخاص بتحريف لفظي حتى لا يصطدم بالرقيب الاجتماعي، فصارت البحرين "جزر اللؤلؤ" والرياض "الرويض"، والطائف "الطويف" حيث حاول عبدالله بن بخيت أن يشاغب الرقيب. وتذكر البازعي الشاعرة خديجة العمري التي كانت من أبرز شاعرات فترة الثمانينات الماضية، وقال "إنها لم تعد تنشر منذ سنوات وقرأ لها نصاً تشاغب فيه الرقيب حمل عنوان "دون الذي أنوي"، مضيفاً: بهذا القصيد تشاغب الرقيب وتخاطب القارئ. وذكر أن كُتاب القصة القصيرة يعرفون كيف يكتبون رواية لا تصادم الممنوع الاجتماعي كما في رواية يوسف المحيميد "لغط موتى" التي نشرت عام 2000. كما تطرق إلى أبوحيان التوحيدي الذي واجه الرقيب بشكل حاد في كتابه "الإمتاع والمؤانسة".