أمس الأول انطلقت فعاليات العرس الرياضي الخليجي، بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في دورتها ال 21 التي تحتضنها دولة البحرين، وهي نفس الدولة التي شهدت فعاليات النسخة الأولى لهذه البطولة عام 1970، أي قبل 43 عاما، مما يعني أن هذا المنجز الرياضي الخليجي يشارف على نصف قرن من العمر، بمعنى أن هذه البطولة ليست حديثة عهد، أو وليدة الصدفة، أو أنها انطلقت على سبيل المحاولة والتجربة... إلخ، بل هي من معين فكر ثاقب وحصيف وشمولي، انبثق من خلاله ضرورة بما يجسد الدور المناط بالرياضة الخليجية عامة، وكرة القدم خاصة في مواكبة وتعزيز التعاون وأواصر اللحمة التي تنهض بها ومن خلالها دول الخليج في مختلف المجالات الأخرى. فأثمر ذلك الاستشعار الأمين، وبعد النظر الصائب عن فكرة دورة الخليج التي أطلقها أمير الفكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل عام 1970م، وكان سموه آنذاك يشغل منصب الرئيس العام لرعاية الشباب، ولو لم تكن الفكرة رائدة ما حظيت مباشرة بالترحاب والإعجاب والاهتمام من المسؤولين والقائمين على الشأن الرياضي في دول الخليج، ولما تم ترجمتها على أرض الواقع في نفس العام حيث انطلقت أول دورة من البطولة، ولما أصبحت تستحوذ على حرص وتطلع الانضمام والمشاركة من منتخبات دول الجوار، ولما توالت نسخها لتصل ل 21 نسخة وعقود سنينها حتى هذا التاريخ. ومما يؤسف أنه في الوقت الذي يسعى فيه قادة دول المنطقة بقيادة ودأب وحنكة وحرص الملك الحكيم خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز أمد الله في عمره إلى الاتجاه نحو ما هو أكثر قوة ولحمة وضمانة وتماسكا من خلال دعوة خادم الحرمين الشريفين لاتحاد دول الخليج كضرورة ملحة تستوجبها دول المنطقة في ظل المتغيرات والظروف والتحديات المحيطة. نجد من بين إسهابات التنظير في بعض إعلامنا الرياضي الذي أصبح عدد «نقاده» يفوق أضعافا مضاعفة عدد بعض البرامج الرياضية التي لا يقيم المسؤولون عنها وزنا لمعنى وضوابط ومعايير صفة «ناقد» فباركوا منحها من منطلق «أنا حر..»، أقول مما يؤسف له أننا نجد من بين إسهابات ومهام تنظير هذا البعض من «النقاد المناوبون في أكثر من برنامج رياضي» ما وجه للمطالبة بإقصاء هذا المنجز الرياضي الخليجي، فهذا يرى أنها بطولة في حكم الميتة ، وآخر لايجد منها أي جدوى.. إلخ، ولم لا؟!، أليسوا نقادا؟!. بينما يبقى العزاء في الندرة النادرة جدا من الإعلاميين الرياضيين المعززين حقا بما يخول لهم النقد، لذلك لا غرابة إن جاء حديثهم عن هذه البطولة بما لا يقلل من قيمتها وأهميتها وما تتكئ عليه من تاريخ، وما تمثله من أبعاد هامة وما نهضت وتنهض به من أهداف جمة وبناءة ليس أقلها التحليق بالرياضة الخليجية وكرة القدم تحديدا على المستوى القاري والمحافل العالمية، وما ترتب على هذا من حراك وتطور ومنجزات وإنجازات. وبما يشير في الوقت ذاته إلى ما تتطلبه البطولة من تضافر الجهود لاستكمال ما يعزز تنظيمها وأنظمتها بما يكفل لها حقها من الاهتمام الدولي، وإذا كان للبطولة ثمة سلبيات فما من بطولة حتى على أعلى مستوى إلا وبها من السلبيات التي لا تلغي إيجابياتها الأكثر والأكبر، فهل تتم معالجة السلبيات، أم يكون الحل بوأد منجز رياضي تاريخي خليجي، والحكم بعدم جدواه... ياللعجب؟!... والله من وراء القصد. تأمل: الحرية والمسؤولية توأمان، لو انفصل أحدهما عن الآخر ماتا جميعا. فاكس : 6923348