يقف مدرب المنتخب الوطني فرانك ريكارد داخل قفص الاتهام لهذا الأسبوع بينما يخوض الأخضر استحقاقا مهما في دورة الخليج الحادية والعشرين، إذ يحاكمه مجموعة من المدربين الوطنيين حول التراجع المرعب للمنتخب الوطني في التصنيف العالمي وفشله في تحقيق أي إضافة فنية خلال عام كامل، إذ يحملونه مسؤولية هبوط مستوى اللاعبين وتذبذب المستوى والخروج من المونديال لعدة أسباب، بينها إقامته خارج المملكة لفترات طويلة وابتعاده عن أجواء المنافسات المحلية وعدم الثبات على تشكيلة معينة، فضلا عن انتقادات حادة تطالعونها في سياق السطور التالية: يقول المدرب الوطني يوسف خميس لم يقدم للكرة السعودية ما يستحق الذكر طوال تواجده ربما بسبب عدم تواجده الدائم مع المنتخب، إذ حال ذلك دون تمكينه من الاختيارات السليمة للاعبين ولم يتمكن من الثبات على تشكيلة معينة بدليل أنه قبل مباراة الأرجنتين حين تواجد وتابع المباريات وأشرف بنفسه على اختيار العناصر ظهرنا بمستوى ونتيجة مشرفة ما يدل على امتلاكه لفكر فني كبير تعطل بسبب عدم تواجده للإشراف بنفسه على الاختيارات من خلال ما يقدمه اللاعبون في المسابقات المحلية، وأضاف صحيح أننا قد نتفق معه أو نختلف حول بعض اختياراته ولكنه أولا وأخيرا هو المسؤول ومن يتحمل المسؤولية كاملة ، فالآن لا وجود للأعذار فهو من اختار من يرى فيهم القدرة على التعامل مع طريقته ومنهجيته والجميع ينتظر منه نتائج تعيد للكرة السعودية الهيبة. وأضاف أعتقد أن دورة الخليج وقياسا بما وفر له ستكون الفاصلة في مسيرته مع المنتخب، فإذا لم يستطع أن يقدم الكرة السعودية بوجهها الحقيقي فيجب أن يرحل فتغييره يصبح واجبا وضرورة ملحة. ارتباك وعشوائية بدوره، أرجع المدير الفني للمدربين الوطنيين محمد الخراشي السبب في عدم نجاح ريكارد حتى الآن إلى عدة عوامل، وقال حقيقة انتظر الشارع الرياضي السعودي منه الكثير عله يسهم في إعادة بعض من هيبة الكرة السعودية وهذا مع الأسف لم يستطع تحقيقه لعدة عوامل يأتي منها عدم ثباته على تشكيلة واحدة. ويرجع ذلك لأنه لا يتابع المسابقات المحلية بشكل كامل كما يجب أن تكون خياراته مبنية على رؤية واضحة ومحددة على نوعية من اللاعبين القادرين على خدمة منهجيته. وألمح الخراشي إلى أن دورة الخليج قد تكون الفاصلة في مسيرته وقال: «بصراحة لست من مؤيدي التغيير ولكن أعتقد أن دورة الخليج هي الحد الفاصل في مسيرته مع المنتخب نتيجة لاتساع هوة فقد ثقة اللاعبين والشارع الرياضي في عمله وهذا ربما يسارع بفك علاقته مع المنتخب». عشوائية واختيار وقال مدرب فريق الكوكب سلطان خميس لم نشاهد من ريكارد عملا ينبئ بتحسن الأحوال لا ماضيا ولا مستقبلا لأننا وببساطة، لا نعلم ما الأسس وما متطلبات المرحلة التي تعثرنا معه بسببها، درب فريق برشلونة وأعتقد أن هذا هو السبب الجوهري في التعاقد معه كواجهة لمن أحضره وهو بلاشك من يتحمل مسؤولية خطأ الاختيار، فالملاحظ أن شخصيته ضعيفة ما ساهم في تعدد اختياراته حتى أصبح كل اللاعبين في عهده دوليين فأسهم في زيادة عقودهم دون الرفع من مستواهم بل ولجأ في سابقة تسجل باسمه إلى الاتصال باللاعبين وتوسل انضمامهم للمنتخب. وأضاف الواقع يقول إن دورة الخليج هي آخر عهده بالكرة السعودية، أما إذا كان هناك خوف من الشرط الجزائي علينا الصبر وتحمل مزيد من الإخفاقات حتى ينتهي عقده. مسؤولية الأندية في المقابل دافع الكاتب والمحلل الرياضي حمد الدبيخي عن ريكارد وقال: «لا يجب أن نلومه على عدم وجود منهجية واضحة للمنتخب لأن الطبيعي أن المنهجية من الأندية التي تعيش أوضاعا غير مستقرة، وما عودته للمطالبة بياسر القحطاني الذي أرى أنه لا زال قادرا على العطاء وعودته للمنتخب تعد مطلبا ملحا وتحديدا في هذا التوقيت إلا دليل على عودة ريكارد للخلف بحثا عمن يطبق منهجيته التي يسعى لخلقها». وعن انتقادات الشارع الرياضي لاتصاله به قال لا يجب أن تحمل الأمور أكثر مما تحتمل فطلبه واتصاله بياسر يمثل تقديره له ويعد شيئا إيجابيا بين المدرب واللاعبين، وإن كنت أتمنى أن يفعل الشيء نفسه مع نايف هزازي ليبين له سبب إبعاده. وأضاف أوافق كل من ذهب إلى أن دورة الخليج هي المحك الحقيقي له ولعمله، فدعونا نتجاوز ما مضى ونبحث بجدية عن المستقبل الذي نتمنى فيه الثبات فيه على تشكيلة محددة من خلال اختياره لأفضل اللاعبين في الدوري. تريث وترقب ويرى المدرب الوطني بندر الجعيثن أنه لا يجب أن نرمي بالحمل كاملا على ريكارد، وقال الوقت العصيب لم يساعده على تحقيق المأمول منه لأن المرحلة تحتاج إلى عمل جبار وهذا ما لم يمكنه من إنقاذ ما يمكن إنقاذه يضاف لذلك تغير نوعية اللاعب السعودي والذي تبدلت طبقا لضعف المسابقات المحلية. وأضاف الجعيثن «ربما أدى المستوى الذي ظهر به المنتخب أمام الأرجنتين لارتفاع الروح المعنوية للاعبين وعودة الثقة لهم إلى تحسن الأحوال في دورة الخليج والتي لا أظن ولا أؤيد أن تكون آخر فرصة له خاصة في ظل لعب الفرق الخليجية كما هو معروف بأسلوب يصعب من مهمة المنتخب السعودي فمن هنا يجب ألا نستعجل النتائج فالعمل يحتاج إلى وقت وصبر».