في مشهد مؤثر يعكس مدى فرحة السجناء بالعفو عنهم، وعودتهم مجددا لممارسة حياتهم الطبيعية بين أهاليهم، تنسم 423 سجينا في سجون جدة، المدينةالمنورة وجازان عبير الحرية بعد مغادرتهم عنابر السجن، وقد بدت مشاعر الفرحة على محياهم، فيما ودعهم رفقاء السجن قبل بوابة الخروج، معانقين ذويهم وسط دموع امتزجت بصادق الدعاء لخادم الحرمين الشريفين بأن يطيل الله في عمره ويديم عليه لباس الصحة والعافية ويبقيه ذخرا للوطن لمواصلة مسيرة الخير والنماء. في سجون محافظة جدة أطلق ظهر أمس 50 سجينا يمثلون الدفعة الأولى ممن انطبقت عليهم شروط العفو وسط دعوات النزلاء لخادم الحرمين الشريفين بالشفاء التام. ونظمت إدارة سجون جدة احتفالية مصغرة في وداع المفرج عنهم حيث التقوا مدير إصلاحية سجون جدة العقيد أحمد الشهراني والذي طالبهم بضرورة الاستفادة من العفو الصادر من خادم الحرمين الشريفين والحرص على عدم العودة إلى السجن مرة أخرى وضرورة الاندماج في المجتمع، وقال إن الدفعة الأولى ستتبعها دفعات أخرى حتى يتم إخراج كل من تنطبق عليهم شروط العفو، مضيفا أن توجيهات سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ومدير عام السجون اللواء الدكتور علي الحارثي جاءت لتسريع دراسة ملفات النزلاء والإفراج عن المستحقين ولذلك تكثف لجان العفو أعمالها على فترتين صباحية ومسائية وخلال الإجازة الأسبوعية لإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بالنزلاء. وقد عبر عدد من المشمولين بالعفو عن سعادتهم الغامرة بقرار العفو الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين مطلع الأسبوع الجاري، مشيرين إلى أن القرار الصادر من ملك الإنسانية كان أشبه بالبلسم الشافي لأوجاعهم. سالم . ه، المحكوم بعامين قال «منذ أن ظهر الخبر على القنوات الرسمية والصحف تحولت عنابر السجن إلى شلال من الفرح وحرص البعض على توزيع المشروبات على باقي النزلاء تعبيرا عن فرحتهم الغامرة بالقرار». وقال رفيقه محمد .خ، «أخذنا عهدا على أنفسنا ألا نكرر الخطأ الذي ارتكبناه، والعودة أفرادا صالحين في المجتمع». وفي منطقة المدينةالمنورة أطلق سراح 173 سجينا، منهم 106 وافدين، فيما شرعت لجان العفو في دراسة ملفات السجناء الذين تنطبق بحقهم ضوابط وشروط العفو. وفي منطقة جازان أفرج أمس الأول عن 200 من نزلاء السجن ممن تنطبق عليهم ضوابط العفو الملكي. فيما عبر العديد من المفرج عنهم محمد، حسن، جابر ويوسف عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين على لفتته الأبوية الحانية، وقالوا إن هذا ليس بمستغرب على حكام هذا الوطن الغالي وعلى رأسهم الملك عبدالله، حفظه الله. إلى ذلك رفع مساعد مدير إدارة السجون بجازان العميد هادي الصقور، باسمه وباسم كافة منسوبي السجون بجازان بالغ الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو وزير الداخلية على هذه المكرمة الحانية، مضيفا أن السجناء عبروا عن فرحتهم أثناء خروجهم من السجن ورفعوا أيديهم بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين سائلين الله أن يمده بالصحة والعافية، حاثا المفرج عنهم على عدم اتباع الهوى وأخذ الحيطة والحذر، واختيار الصحبة الخيرة التي تدفعهم إلى اختيار الطريق المستقيم. وقال مدير شعبة السجون بمنطقة جازان الرائد فيصل الشعبي منذ أن علم السجناء بالعفو الملكي عاد إليهم الأمل في الحياة، مشيرا إلى أن عدد المشمولين بالعفو يصل إلى ألف سجين وربما أكثر وسيتم الإفراج عنهم على مراحل وما زلنا نعمل ونرتب على إطلاق سراحهم، واصفا فرحة السجناء بالجياشة، فيما تتواصل جهود الزملاء خاصة مدير شؤون النزلاء الرائد أحمد قحل على فرز القضايا التي تساعد أصحابها لاستحقاق العفو، بمتابعة مستمرة من قبل مدير عام سجون جازان العميد محمد عوض العرين ومساعده العميد هادي الصقور. ومن جهته أكد رئيس لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم تراحم بالمنطقة علي بن موسى زعلة أن النزلاء والنزيلات رفعوا أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى أن يديم على خادم الحرمين الشريفين أيده الله لباس الصحة والعافية وأن يمتع الجميع بطول عمره لمواصلة البناء والنماء والتطور لما فيه خير البلاد والعباد ونصرة الإسلام والمسلمين في مختلف بقاع المعمورة. وبين أن المشمولين بالعفو من سجناء الحق العام يخضعون لإجراءات مقررة من قبل وزارة الداخلية ويتم تنفيذها من خلال لجان رسمية مكونة من مندوبين عن الجهات المختصة تحت إشراف إمارة المنطقة، مشيرا إلى الآثار الإيجابية المتوقعة للعفو الكريم نفسيا واجتماعيا على الكثير من النزلاء والنزيلات المستفيدين منه والتئام شملهم بأسرهم مرة أخرى وبدء صفحة جديدة من الحياة، مضيفا أن الموضوع يحظى بمتابعة واهتمام سمو أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر. ومن جانبها أشارت رئيسة القسم النسائي باللجنة عائشة بنت شاكر الزكري إلى مشاعر الفرحة التي عمت النزيلات، وشكرهن لخادم الحرمين الشريفين على هذه المكرمة السامية.