كانت السياسة ومازالت أحد أهم الموضوعات التي تفرض نفسها على المجالس الخاصة والعامة، وتأخذ من الجميع نصيب الأسد من التحليل والتفسير والموافقة والمعارضة ولكنها كانت تمارس على أرض الواقع من قبل صفوة متخصصة في هذا المجال. وكان هم رجل الشارع ينحصر في تأثير ذلك على لقمة العيش. أما الآن وفي عصر السماء المفتوحة ومع انتشار الفضائيات وسعة المساحة المخصصة للمواضيع السياسية وتعدد الشخصيات ذات التخصصات المختلفة والتي تتحدث عن السياسة، جعلت رجل الشارع أكثر اهتماماً بكل ما يحيط به، وأدرك أن السياسة جزء كبير من حياته وأنها ترتبط بكل المواضيع الأخرى الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية وأي تغير في أحد هذه القطاعات يؤثر ويغير في حياته اليومية. هذا التحول في عالم السياسة جعلنا بين الطموح والأمل خصوصا نحن في دول الخليج، فطموح الشعوب الخليجية يتسابق مع طموح وتطلعات القادة في الانتقال من التعاون إلى الاتحاد وتعزيز قدرات الذراع العسكرية لتحمي مكتسبات دول مجلس التعاون على مدار العقود الثلاثة الماضية وتكون درع حماية لكل من تسول له نفسه العبث في خليجنا. كما تطمح الشعوب في تنمية اقتصادية فاعلة تنهض بمستوى المعيشة للفرد وتقضي أو تحد من مستوى البطالة وتقودنا نحو الإنتاج. واجتماعياً نتطلع للارتقاء بالتعليم والصحة والاهتمام بقضايا المرأة والطفل، ونأمل أن تأخذ القرارت مجرى التنفيذ في أسرع وقت ممكن. نحن مدركون كشعوب خليجية حجم المسؤولية التي يحملها قادتنا، فهذه القمة التي أتت في وقت عصيب لما تشهده المنطقة من موجات التحول حملت معها طموحات ورغبات الشعوب بين الصعود والهبوط ولم تستقر على شاطئ حتى الآن. كما أننا مقدرون ما تم إنجازه من تفعيل السوق المشتركة وكذلك الضريبة الجمركية الموحدة وحرية التنقل لمواطني مجلس التعاون، ولكن مازلنا في انتظار الأفضل الذي سوف يتحقق بتوفيق من العلي القدير ثم بجهود قادتنا. فالطموحات عريضة والآمال كبيرة. [email protected]