تأتلف القلوب وتختلط المشاعر وتتحد خلجات النفوس، والجميع يلتجئ للعلي القدير عند ما تلم بنا الملمات.. وتجزع النفس على المحبوب.. فما بالك بالرمز والقدوة.. خاصة وهو الملك المفدى الذي أطلق عفويته فأحاطت بنا، ولم يكبح مشاعره فاجتاحت شغاف قلوبنا، وتلمس آلامنا فشاركناه الآلام. فقد كانت أياما عصيبة عند سماع الخبر بدخول خادم الحرمين الشريفين المستشفى، والكل أصبح مترقبا للأخبار، متلهفا لسماع ما يريح قلبه.. كيف لا! وهو خادم الحرمين الذي يسر رحلة الحج، وكان وما زال خير معين بعد الله عز وجل لجموع المسلمين، وبخاصة عند نزول المحن، ليس هذا وحسب، بل هو خير داعم بحكمته وآرائه السديدة. وأخذت أكرر كلمته المأثورة سلمه الله (طول ما أنتم بخير أنا بخير)، ولكن اسمح لي يا خادم الحرمين أن نعكس مقولتكم، وهي (طول ما أنت بخير نحن بخير). الأمان شعرناه بوجودكم بعد الله.. والعمل المخلص تعلمناه من قيادتكم، فكيف بالله نكون بخير وأنتم تتألمون؟ آلامكم كانت جروحا في جسد كل مواطن. أحببتنا فأحببناكم.. هذا ما شعر به من يحيا على أرض هذه البلد.. مددت يدك بكل ما فيها من قوة لترفعنا عاليا.. فهؤلاء أبناؤكم في كل بلاد الأرض ينهلون من العلم عن طريق البعثات.. وبناتكم أصبحن يعملن في أغلب الوزارات.. حتى الحوار والتخاطب قمتم به ليتم الاتصال بكم أينما كنتم. حمدا لله على سلامتك أيها الأب الحنون.. فقلوبنا معكم ولساننا يلهج بالدعاء لكم وأرددها ثانية: (طول ما أنت بخير حنا بخير). [email protected]