عقدت الهيئة المتخصصة المكلفة بدراسة مقترح الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعها الأول اليوم في مقر الأمانة العامة بمدينة الرياض، برئاسة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس وفد المملكة في الهيئة الدكتور مساعد بن محمد العيبان ، وبمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني. وألقى رئيس الهيئة رئيس وفد المملكة كلمة رحب فيها بأعضاء الهيئة ورفع باسمهم أسمى الشكر والتقدير لخادم الحرمين و قادة دول المجلس على الثقة التي أولوهم إياها في هذه الهيئة لدراسة المقترحات المعنية بمبادرة خادم الحرمين للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد التي حظيت بمباركة وترحيب إخوانه أصحاب السمو قادة دول المجلس . وقال لقد جاء ترحيب قادة دول الخليج بهذه الدعوة دليلاً واضحاً ورسالة سامية على اتحاد الرؤى , وأنهم يستشعرون طموح وتطلعات شعوبهم ويعملون بكل عزم على تحقيقها , كما جاءت ردود الأفعال الإيجابية لدى الرأي العام في دولنا لتعكس بحق أن مبادرة خادم الحرمين بنقل العمل المشترك من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، هي دعوة صادقة تمثل رغبة شعبية خليجية. وأردف أن النظرة الثاقبة لخادم الحرمين بالارتقاء بالعمل المشترك بين دول المجلس ليست وليدة اليوم، على الرغم من أهمية الظروف الدولية والإقليمية المتسارعة من حولنا، وإنما هي معتقد راسخ لديه، حيث قال في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للدورة ال22 للمجلس الأعلى التي عقدت في مسقط في ال15 من شوال عام 1422الموافق 30 ديسمبر 2001 " إننا لا نخجل من القول إننا لم نستطع بعد أن نحقق الأهداف التي توخيناها حين إنشاء المجلس، ولا زلنا نسير ببطء لا يتناسب مع وتيرة العصر. وأردف يقول "ها هو اليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على إنشاء المجلس يرسخ حفظه الله هذا المفهوم بمخاطبته إخوانه في القمة الأخيرة بقوله "إننا نجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة , وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة , ولا شك بأنكم جميعاً تعلمون بأننا مستهدفون في أمننا واستقرارنا , لذلك علينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه ديننا وأوطاننا" , وأضاف حفظه الله قائلاً"لقد علّمنا التاريخ وعلمتنا التجارب أن لا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا , ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في آخر القافلة ويواجه الضياع وحقيقة الضعف , وهذا أمر لا نقبله جميعاً لأوطاننا وأهلنا واستقرارنا وأمننا "ومن هنا جاءت مبادرته الكريمة لتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد التي باركها قادة دول المجلس لتضيف صفحة جديدة في تاريخنا " . وقال العيبان " نحن اليوم من خلال مشاركتنا في هذه الهيئة مطالبون بأن نعمل بكل جهدنا وأن نسعى بأمانة وإخلاص لنضع الآليات والخطوات التنفيذية التي ستحقق - إن شاء الله - هذه المبادرة على أرض الواقع لنرى قريباً بإذن الله اتحاداً يحقق أعلى درجات التكامل وهو مطلب كل مواطن خليجي . إننا في المملكة العربية السعودية على يقين أنكم بما تحملونه من خبرات واسعة وبما تتمتعون به من كفاءات كبيرة ستنجزون بإذن الله المهمة الموكلة إلى هيئتكم الموقرة بكل اقتدار والمتمثلة في إعداد الرؤية الشاملة للانتقال بمجلس التعاون إلى مرحلة الاتحاد من خلال وضع آليات ذلك التحول في مختلف المجالات بما فيها الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وبما يحقق رغبة قادة وشعوب دولنا. وأعرب عن الشكر للأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومعاونيه على جهودهم وعملهم الدؤوب في التهيئة والإعداد المميز لاجتماعات الهيئة مما يسهم بلا شك في تأديتها لأعمالها على أكمل وجه. كما ألقى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي كلمة قال فيها "إن هناك دلالات ومعانٍ عميقة لقرار قادة دول المجلس الذي يأتي في ظل تحديات ومتغيرات كبيرة دولية وإقليمية، تتطلب وحدة القول والفعل، ومن أول هذه الدلالات أنها جاءت كنظرة ثاقبة مدركة للحاضر ومستشرفة للمستقبل، واضعين مصالح دول المجلس وشعوبها نصب أعينهم، وكذلك استشعارهم واهتمامهم بمتطلبات شعوبهم وسعيهم لنقل المواطن الخليجي نقلات نوعية إلى الأفضل من خلال تحقيق المواطنة الخليجية الكاملة، وحماية المكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية من عمر مجلس التعاون، والعمل على الانتقال بها إلى آفاق أوسع وأرحب". وأكد الدكتور الزياني إن الوصول إلى مرحلة الاتحاد كانت دائماً في صدارة اهتمام قادتنا منذ وضع اللبنات الأولى لمجلس التعاون الخليجي . وأضاف "أدرك مؤسسو مجلسنا هذه الحقيقة وتنبهوا لها وحرصوا على تضمينها في صلب الوثيقة الأساسية للمجلس، حيث كان الوصول إلى الوحدة في جميع الميادين بين الدول الأعضاء الهدف الأساسي الأول من بين أهداف المجلس التي نصت عليها المادة الرابعة من نظامه الأساسي" . و قال الأمين العام لمجلس التعاون "إنه نظراً لما يمثله هذا الموضوع من أهمية استراتيجية كبيرة لمنظومة مجلس التعاون، فقد حرصوا كما جاء في مداولاتهم أن يتم بحثه ودراسته من قبل كفاءات من أصحاب الخبرة والدراية بدول المجلس، وقد جاء اختياركم لهذه المهمة موفقاً، فأنتم من الكفاءات المقتدرة والنخب المتميزة و التي واكبت بدء المسيرة المباركة وأسهمت برؤاها وعطائها في تعزيز أطر التعاون الخليجي المشترك" . وأضاف "وجهوا بتشكيل هيئتكم بواقع 3 أعضاء لكل دولة، فهنيئاً لكم هذه الثقة التي نلتموها، والتي من خلالها سترسمون مستقبل هذه المسيرة الخيرة وتضعون أسس الانطلاقة إلى مرحلة جديدة تترقبها شعوب دول المجلس، متطلعين إلى توصياتكم، ومعولين على اجتماعكم لبلورة وتجسيد رؤية قادة دول المجلس".