يترقب أهالي جازان ليالي القماري التي توافق ليالي 13 و14 و15 من كل شهر قمري، حيث يسطع البدر لينير الأرض، فيحزم عشاق البحر أمتعتهم منذ غروب الشمس إلى السواحل ويمارسون الصيد والعديد من الألعاب الشعبية تحت الضوء، ويصطادون الأسماك بشباكهم، إضافة إلى أنه يجرون المسابقات في الماء فيما بينهم. «عكاظ» شاركت مجموعة من الشباب المهتمين بليلة القماري ورصدت لحظة تجمعهم على شاطئ بحر الموسم جنوب جازان، إذ بدأ الشباب ليلتهم وقبل غروب الشمس بنصب شباكهم وسط البحر ليعودوا بعد ذلك للشاطئ لتجهيز لوازم الشوي من فحم وبهارات استعدادا لصيدهم، ثم جلس الجميع يتسامرون تحت أضواء القمر التي عمت المكان وبعيدا عن ضجيج الشوارع وأضواء الإنارات التي تعكر ليلة القماري. وأوضح محمد عبده عواف أحد عشاق البحر أن ليلة القماري بالنسبة لهم من أجمل الليالي، لأنهم يجتمعون فيها تحت أضواء القمر وعلى شاطئ البحر من أجل الاستمتاع بزرقة الموج. وقال، إن ما يزيد الليلة جمالا هو صيد الأسماك بواسطة الشباك التي اشتريناها خصيصا لذلك كي نجني في النهاية صيدا وفيرا ونتناوله بعد الشوي على الفحم، مشيرا إلى أنهم في بعض الأحيان لا يحصلون على أي صيد بسبب العوامل الجوية. وبين أن ليلة القماري هي ليلة سطوع القمر وشدة ضوئه، مؤكدا أنهم لا يفوتون هذه الليلة لأنها المفضلة بالنسبة لهم، خصوصا أنهم يمارسون فيها الصيد هوايتهم المفضلة. وأفاد أنهم عثروا في آخر ليلة على مجموعة من الأسماك بمختلف الأنواع وتناولوها بعد الشوي، ملمحا إلى أنهم قضوا ليلتهم تحت أضواء القمر واستمروا لساعات الصباح الأولى وغادروا المكان بعد أن اقتسموا ما بقي من صيد لديهم ليكون لمنازلهم نصيب منه.