حين قرأت أن أمانة محافظة جدة تستخدم الأقمار الصناعية لتحديد مواقع الحفر في الشوارع شعرت أن ثمة كائنات فضائية تهبط مساء لكي تحفر شوارع جدة الرئيسية والفرعية والأمامية والخلفية، وأن مسؤولي الأمانة ينصرفون من أعمالهم نهارا مطمئنين إلى أن كل شيء على ما يرام وينامون وأعينهم قريرة وحين يستيقظون صباحا يكتشفون أن الشوارع التي تركوها ملساء كخد العروس قد أصبحت مليئة بالحفر كخد من أصابه الجدري. تستعين الأمانة بالأقمار الصناعية وكأنما هي لا تعرف مواقع الإنشاءات التي تقوم بها مختلف الشركات التي تزاول الحفر ليل نهار في شوارع جدة وكأن تلك المشروعات والحفر تتم من وراء ظهر الأمانة وبدون تصريح منها وإشعار لها. وتستعين أمانة جدة بالأقمار الصناعية لمعرفة مواقع الحفر التي تنتشر في الشوارع وكأن مئات الموظفين والمهندسين والفنيين والمراقبين والعمال الذين يعملون في الأمانة لا يسيرون في شوارعها ولا يقودون سياراتهم في طرقاتها ولا يمشون على أرصفتها فيرون ما يراه كل مواطن ومقيم من حفر لا يكاد يسلم منها شارع ولا يكاد ينجو من ضررها رصيف. تستعين الأمانة بالأقمار الصناعية لمعرفة مواقع الحفر ولو أنها استعانت بالمواطنين لتقاطروا على مقر الأمانة، ووقفوا أمام فروع بلدياتها صفوفا كي يدلوا الأمانة وموظفيها على مواقع تلك الحفر، ولتطوعوا برسم خرائط تفصيلية لتلك المواقع محددة تحديدا دقيقا لا تضل بعده الأمانة ولا تخطئ. ومن حق المواطن حين يعلم أن الأمانة تستعين بالأقمار الصناعية لتحديد مواقع الحفر، وتستخدم أحدث وسائل التقنية لمعالجتها أن يتساءل كيف سيكون حال شوارع جدة إذن فيما لو لم تستخدم الأمانة أحدث وسائل التقنية، ولم تلجأ إلى الأقمار الصناعية؟ وسوف يقع المواطن في حيرة كبرى لأنه لا يتوقع حالا ولا يتصور وضعا أشد سوءا من الحال التي أصبحت عليها شوارع جدة. وبعد ذلك كله أو قبل ذلك كله فإن المواطن لا يعنيه أن تستخدم أمانة جدة الأقمار الصناعية أو لا تستخدمها ولا يهمه أن تستخدم أحدث الطرق التقنية أو حتى أكثرها بدائية، ذلك أن ما يهمه هو أن يعيش في مدينة تحترم شوارعها إنسانيته حين يعبرها، لا شوارع كل ما فيها يمد له لسانه ساخرا به وبإنسانيته. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة