مرت عشرة أيام على وقوع كارثة الأمطار الثانية في جدة، والتي أفرزت شوارع بطبقات اسفلتية متهالكة لم يتم إصلاحها حتى الآن، إذ تسببت في زيادة أرق سكان المدينة الفاقدة وهجها السياحي، جراء استمرار الضرر على سياراتهم رغم انتهاء المطر. ولا يزال سكان جدة غير راضين على ما نفذ من أعمال ردم للحفر الوعائية المتزايدة يوما عن آخر، والتي تمتلئ بالمياه ما أحالها إلى مصائد كما وصفوها لمركباتهم تسببت في إتلاف بعض الأجزاء الميكانيكية منها، وإصابة البعض الآخر منها بالخلل في أجزاء من أذرعتها الخاصة بالتوازن، وبعض المكونات الداخلية لأجزاء الحركة الكهربائية للمركبة، إضافة إلى تلف مكابح المركبات. وأكد ل «عكاظ» مصدر مسؤول في أمانة جدة استخدام الأمانة لتقنية تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية لرصد الحفر الوعائية، موضحا أنه تم البدء في إعادة تأهيل الطرق التالفة، وتم إنجاز مراحل متقدمة منه. من جهته، أوضح مدير مرور محافظة جدة العميد محمد القحطاني أن الشعبة الهندسية في إدارته تتابع أوضاع الطرق والشوارع المتضررة، مشيرا إلى وجود تعاون بين إدارته والأمانة في جانب تمرير البلاغات بالملاحظات عن مواقع الحفر ليتم إصلاحها، ممتدحا سرعة الاستجابة من الفرق المعنية في الأمانة. فيما يقول عبد الهادي الذيابي من سكان حي الرحاب شمالي جدة إن السكان لم يتوقعوا أن تفعل السيول فعلتها لتصل النتائج إلى هذا الحد من الأضرار التي ظهرت عليه غالبية الطرقات في الأحياء والطرق الرئيسة بأعداد كبيرة من الحفر الوعائية تسببت في أضرار مادية نتيجة خراب السيارات. وأضاف «فوجئت وأنا في طريقي من المنزل لقضاء بعض الحاجيات خلال العبور إلى شارع فلسطين، بحفرة في منتصف الشارع اصطادت سيارتي كضحية لها، ما كلفني مبالغ طائلة لإصلاح أذرعتها». بدوره، يدعو ماهر المطيري من سكان حي مشرفة الأمانة إلى ضرورة تطبيق الأنظمة بصرامة مع الشركات المتعاقدة مع الأمانة كونها لا تلتزم بأداء واجبها على أكمل وجه، مضيفا «وانشغل عمالها في أعمال تحقق أرباحا شخصية، وتجاهلوا المهمات الأساسية الموكلة إليهم». فيما أبدى عبد الرحمن الحربي من سكان كيلو 6 استغرابه من وضع بعض الطرق، بالقول «يبدو أن مسلسل التجمعات المائية وما يصاحبها من حفر وعائية وخلل في البنية التحتية كالاسفلت والأرصفة، إضافة إلى تكوينها حواضن للحشرات والبعوض سيستمر ما لم يتم العمل بشكل عاجل وسريع للانتهاء من شبكة التصريف العامة التي أرى أنها الحل الوحيد لإعادة نضارة عروس البحر الأحمر».