من الصور التي نراها تتكرر في رسوم الكاريكتير أو غيره استدعاء للضحك، تصوير المرأة تعتلي كرسيا وهي ترتعد هلعا وتملأ المكان صراخا لأنها رأت صرصارا أو فأرا يتجول في المكان حولها. لكن الخبر الذي نشر في «عكاظ» يوم الأحد قبل الماضي كان يحمل صورة للمرأة مختلفة تماما عن هذه الصورة، فمحتوى الخبر يوحي بصورة أخرى للمرأة عند مواجهة الشدائد مغايرة للصورة التقليدية المنحوتة في أذهان الناس. يقول الخبر إن مديرة مدرسة البنات في محافظة خليص صفية الهندي وجدت في الصباح الباكر قبل حضور الطالبات ثعبانا يتجول في فناء المدرسة، لكنها لم تصرخ ولم تعتل كرسيا لترتعد هلعا فوقه كما قد يصور لنا الخيال ذلك. وإنما تناولت بكل شجاعة وثبات وضبط أعصاب عصا طويلة انقضت بها على الثعبان فقتلته. كم هي جميلة هذه الصورة للمرأة التي تبرهن أن المرأة في فطرتها ليست جبانة وليست ضعيفة، وإنما البيئة التي تنشأ فيها هي التي تشكلها على تلك الصورة، فالمرأة التي تنشأ على أنها محمية ومحروسة، وأن هناك من يدافع عنها ويقيها الخطر، تنشأ متكلة على الآخرين تسير في ظلهم وتحت حمايتهم، ومتى وجدت نفسها لسبب من الأسباب في مواجهة الخطر منفردة بعيدا عمن كان يقوم بحمايتها شعرت بالهلع واعتراها الاضطراب، فترتبك وتضعف وما تعود قادرة على فعل شيء للدفاع عن نفسها. وفي القرآن الكريم ما يصور أثر التنشئة على المرأة في قوله تعالى: (أو من ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين)، فالقرآن يصف المرأة بعدم القدرة على خوض الجدال بمهارة لكونها تنشأ في عزلة بعيدة عن التعرض لتجارب الحياة العامة، وتخلو حصيلتها من معظم الخبرات والمهارات المتاحة للرجل، والمرأة التي تنشأ في مثل هذه البيئة من المتوقع أن تكون غرة محدودة العلم والمعرفة، فيصير من السهل خداعها والتغلب عليها. إن أسلوب التربية الذي تتلقاه المرأة هو الذي يشكل شخصيتها، وهو الذي يحدد قوتها وضعفها، وشجاعتها وجبنها، وطلاقتها وعيها، وفي كتاب الأغاني يذكر الأصفهاني أن غزالة الحرورية زوج شبيب بن يزيد أحد قادة الخوارج، كانت وزوجها يليان قيادة الجيش، وتمعن الأخبار في ذكر قوة غزالة وجسارتها حتى قيل إن الحجاج على جبروته وبطشه كان يخشاها، وسواء أصحت أخبار غزالة أو لم تصح هي تفيد أنه ما كان لمثل تلك الأخبار أن تورد لو لم يكن مقبولا لدى الناس آنذاك توقع قيام النساء بالمشاركة في القتال وقيادة الجيش والتفوق في ذلك. إن قدرا كبيرا مما يجرئ المجرمين على التعدي على المرأة هو ما يرونه من ضعف بادٍ عليها، ليس الضعف البدني قدر ما أنه الضعف النفسي، فشدة الهلع والاضطراب الذي تصاب به النساء متى هاجمهن أحد تؤدي بهن إلى تشتت التفكير، وتحرمهن من القدرة على التصرف الذكي وقت الحاجة إلى ذلك. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة