تجدد النقاش السياسي حول أهمية وضرورة انتقال دول الخليج من التعاون إلى الاتحاد استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الرياض ال32 في الرياض العام الماضي، ويأتي هذا النقاش بعد انتهاء انعقاد القمة ال33 لقادة مجلس التعاون الخليجي في العاصمة البحرينية المنامة. واستطلعت «عكاظ» آراء المحللين والكتاب حول أهمية وضرورة الانتقال إلى حالة الاتحاد الخليجي، إذ رأى الدكتور صدقة فاضل «كاتب» وعضو مجلس الشورى في نظريات العلاقات الدولية أن الاتحاد الدولي يعني انضمام دولتين أو أكثر لبعضهما لتشكيل دولة واحدة جديدة أو كيان دولي واحد. وأضاف أنه «عندما نبحث في أهم أشكال الاتحاد الدولي من ناحية الهيكل التنظيمي السياسي للكيان الجديد نجد أن هذه الأشكال تنحصر في المنظمات الدولية بأنواعها والاتحاد الكونفدرالي، وكذلك في الاتحاد الفدرالي، وكل من هذه المفاهيم لها أبعادها وترتيباتها. ولكن في التجربة الخليجية، أرى أن الاتحاد الكونفدرالي هو الأمثل والأنسب لتنفيذ دعوة خادم الحرمين الشريفين». فيما قال الكاتب والخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي «إذا نظرنا من الناحية الاقتصادية لم يتمكن مجلس التعاون حتى الآن من إنشاء الاتحاد الجمركي وذلك بسبب اختلاف الأنظمة الجمركية والتعرفة وطرق التحصيل». وأكد التواتي أنه رغم بعض التباينات، إلا أنه يمكن اعتبار الاتحاد حجر أساس يمكن الاعتماد عليه، كما يمكن تلافي بعض الاختلافات البسيطة بحسب رؤية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل الذي أعلن أن الوحدة المنشودة في هذه المرحلة تضمن لكل دولة سيادتها واستقلالية قرارها فيما يخص شؤونها السيادية، ويبدو المقصود أن الوحدة التي يتحدث عنها الأمير في هذه المرحلة هي التي في حدود الكونفدرالية. أما الدكتور محمد بن صنيتان (كاتب) قال بعد تأكيده على أهمية الاتحاد الخليجي إن أبرز التحديات التي تقف أمام مشروع الاتحاد هي الاختلافات البنيوية. وأضاف أنه لابد أن يكون هناك تناسق بين الرؤى ولابد أن يكون هناك مراحل تدريجية لتحقيق مشروع الاتحاد، مثل إذابة الحواجز الجمركية والانتقال الحر بين دول الخليج وتعزيز درع الجزيرة العربية والتوظيف الحر بين دول الخليج بحيث تعامل كل دولة خليجية مواطني دول التعاون معاملتها لمواطنيها من حيث التوظيف والسكن والعمل والتجارة وكثير من القضايا التي يتجاوزها مشروع الاتحاد. وأخيرا، اعتبر الكاتب والأكاديمي، صالح كريم أن من أبرز ما ينتظره المواطن الخليجي هو أن يكون الاتحاد محققا لتطلعات الشعوب الخليجية من خلال رفع سقف المتطلبات المادية والمعيشية والاتجاه نحو المزيد من الشفافية، وأن يكون هناك اتحاد بما يخص تبادل الخبرات العلمية والثقافية والتعليمية والإدارية كما هو موجود في الاتحاد الأوروبي.