تبنى إعلان الرياض الصادر عن القمة الثانية والثلاثون لقادة دول المجلس، مبادرة خادم الحرمين الشريفين، الرامي لتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، لتُشكل دول المجلس كياناً واحداً، استجابةً لتطلعات مواطني دول المجلس، ولمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة. وبعد مرور شهرين تقريبا على هذا الإعلان إلا أنَّه مازال في مرحلة الخطوات الأولى رغم تأكيد مصادر ل «الشرق» بوجود خطوات على عدة مستويات لعل أهمها ما أعلن عنه مدير العلاقات الدولية في مجلس التعاون الخليجي في تصريح سابق عن الاستعانة بأكاديميين وسط تعثُّر عدة اجراءات كان مجلس التعاون وضعها على طاولة النقاش وتخص اجراءات اقتصاديَّة ونظاميَّة سعياً لتوحيدها بين الدول الأعضاء في المجلس . وحول المراحل التي وصل إليها إعلان اتحاد دول مجلس التعاون ليكون اتحاداً لدول الخليج أكد الخبير الاستراتيجي علي التواتي ل «الشرق» أن هناك إرادة أساسيَّة مشتركة على أرض الواقع وهناك توافق في النوايا الطيبة ولكن هناك عدة أمور تسير ببطء ومن أهمها معرفة شكل الاتحاد الذي لم يحدد حتى الآن وكذلك توحيد نظام الجنسية في البلدان وأضاف التواتي أنَّ هناك جملة من الأمور التي يجب استكمال بعضها والبدء في أخرى فوراً. ومن أهم هذه الخطوات وجود شبكة قطارات وطرق سريعة تربط الدول فيما بينها لأهمية ذلك استراتيجيّاً على دول اتحاد الخليج بالإضافة إلى تسريع استكمال الاتحاد الجمركي الذي تعثرت خطواته والبحث عن سبل كفيلة بإنهاء هذه العقبات وكذلك العملة الخليجيَّة الموحدة ونحن نرى حالياً أن الإرادة السياسيَّة سبقت كثيراً الإجراءات العمليَّة ولعل هناك سبب في تأخر مثل هذه الإجراءات وهذا يعود إلى الوضع الذي تعيشه المنطقة حالياً ومن الممكن أن تبدأ الخطوات بفاعلية أكبر بعد الاستقرار وتوحد الإجراءات ووجود خطط لاستكمال مشاريع متوقفه مثل العملة والاتحاد الجمركي واستكمال الربط الكهربائي بين الدول ولعل هنالك خطوات بدات مثل فتح فروع لمؤسسات تجارية في دول، والاشتراك في ذلك، وهذه خطوات طيبة والواجب أن يتم البدء في خطوات مُجَدْوَلَة.