قد يحدث من حين لآخر أن يظهر بين الأزواج من يشتكي من عنف زوجته ضده مصورا نفسه في صورة الضعيف المعتدى عليه تماما كما يحدث لبعض المعنفات من الزوجات، ولكن وضع الاثنين غير متماثل، فليس الزوج الذي يشكو من تعنيف زوجته كالزوجة التي تشتكي من تعنيف زوجها. الزوج مهما بلغ من الضعف البدني لشيخوخة أو مرض أو عجز، أو ضعف معنوي لفقر أو جهل أو غيره، لا وجه لأن يطلب الحماية من عنف زوجته ضده، لأنه قادر على حماية نفسه والخلاص من ذلك العنف الذي يشكو منه دون اللجوء إلى جهة حماية، ذاك أن ظروف الرجل ليست كظروف المرأة، ظروف الرجل تعطيه مساحة كبيرة من الحرية تمكنه من التخلص من عنف زوجته إلى الأبد في أي وقت شاء، الرجل بإمكانه أن يطلق زوجته في دقائق فيريح نفسه من عنفها، وبإمكانه أن يغادر المنزل ويقيم في مكان آخر بعيدا عنها في أي لحظة يطرأ له ذلك، هو ليس مقيدا بإذن منها، وليس هناك من يحاسبه ويحول بينه وبين النجاة من أذاها كلما حاول ذلك، لهذا فإن الرجل ليس محتاجا أن يستنجد بأحد يحتمي به ضد العنف الموجه له من زوجته، وذلك على عكس حال المرأة، المرأة حين تقع بين براثن زوج معنف، تكون مقيدة إليه، لا هي بالقادرة على تطليقه بمثل البساطة التي يطلقها هو بها، ولا هي بالقادرة على مغادرة بيت الزوجية والإقامة في مكان آخر اتقاء للعنف الذي ينصب عليها، وما لم تكن للمرأة أسرة قوية محبة تسندها وتدافع عنها، أو يهيئ لها الله جهة ما تحميها وتعينها، فإن مآلها الهلاك بين يدي الزوج المعنف. هذا الاختلاف الظرفي بين الاثنين يجعلني أستسمج الرجل الذي يشتكي من تعنيف زوجته، فطالما أن سبل الخلاص منها والابتعاد عنها مفتوحة أمامه فما وجه الشكوى؟ أما إن كانت الغاية هي الأخذ بحقه من الزوجة التي آذته بدنيا أو نفسيا فالمتوقع أن يذهب بشكواه إلى الشرطة وليس إلى الرأي العام أو إلى جهة حماية. أفهم طلب المرأة الحماية من عنف الزوج لأنها تريد من يعينها على الحصول على مأوى تأمن فيه على نفسها بعيدا عن الأذى، أو تريد من يمكنها من الطلاق لتفك قيدها ممن يؤذيها، أما الرجل فلِمَ يطلب الحماية ما دام أنه بإمكانه أن يفعل ذلك دون حاجة إلى انتظار من يسمح له بفعله؟! هذا لا يعني إنكار تعرض الأزواج للعنف من زوجاتهم، هناك زوجات شرسات طويلات اللسان وربما طويلات اليد أيضا، وقد يشجعهن على ذلك شخصية الزوج نفسه عندما يكون خاملا كسولا متكلا على كسب زوجته، فتضيق به، وليس كل النساء كريمات. الزوج المعنَّف يختلف عن الزوجة المعنَّفة في أنه ليس مرغما على البقاء مع معنفته، ومتى وجد نفسه غير قادر على البقاء معها كان له ذلك. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة