«الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى» كم من مرة سمعنا بهذا المثل يضرب لنا ونحن صغار، فلا نكاد نفقه ما يريد الآخرون قوله لنا. واليوم بحمده ونعمته من الله علينا بصحة تاجنا ومليكنا وحبيب أهله وبلده وشعبه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. كتب كثير من المواطنين تهنئة وفرحا لصحة مليكنا جراء العملية الجراحية، ولكن كثيرا منا لا يفقه معنى هذه الصحة التي أمر بها الخالق لهذا التاج الغالي. إن الله إذا أحب عبده رضي عنه وأكرمه بالعفو والعافية. عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلانا، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض» (متفق عليه). فتاج بلادنا قد حكم فعدل فأمن فنال رضى الله، وهذا الرضى لا يناله إلا من رضى الوالدين، فتاجنا هو رضي في والديه. وجاء أيضا عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد» (رواه الترمذي). فلنعلم أن الصحة والعافية أفضل ما أنعم الله به على الإنسان، وأجزل عطاياه، وأوفر منحه، ولا يتمكن العبد من حسن تصرفه، والقيام بأمور الحياه وتمام العبادة، إلا بوجودها، وليس يعدلها شيء، وينبغي للعاقل أن يعرف مقدارها، ويشكرها. فما بالك إن من الله بهذه الصحة لمليكنا الحبيب في الله عز وجل وفي والديه وبلده وشعبه، ومن ثم أمر الخالق بأن توضع الصحة على هذا التاج. وعن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، لأن أعافي فأشكر أحب إلى من أن أبتلى فأصبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ورسول الله يحب معك العافية»، فنحن مواطني هذا البلد الآمن يجب علينا أن نحمد الله على عافية تاجنا الغالي وعلى صحته، فهي قبل أن تكون لصاحبها هي لنا. نعم للصحة تاجها الذي لم تلمسه أي يد بشرية، ولم يصمم في دور المجوهرات العالمية، ولم يعرض في النشرات الإعلانية والإخبارية، ولم يعرض يوما للبيع في المزادات العلنية. ذلك التاج الذي صاغته قدرة إلهية كبرى وضعت فيه كل المواصفات والمقاييس الصحية التي لا تستطيع إنجازها كل مصانع الأدوية العالمية على شتى ماركاتها وعلاماتها التجارية، تاج لا يقاس بالموازين ولا بالمكاييل ولا بالقيراط ولا بأي وزن تبيحه المنظمات الدولية والعالمية. إنه تاج إلهي من صنع الخالق الجبار الذي لا يمكننا أن ننكر عليه هذه الهبة الكريمة التي أتمها في صحة تاجنا، ولا يمكننا إلا أن ندعوه بدوامها، ودوام ذلك التاج على كل الرؤوس، حتى وإن لم نتمكن من رؤيته، وحتى يظل المجتمع دائما سليما آمنا من كل سوء. دمتم بصحة وعافية، فمن صحة تاجنا تنبع صحتنا وأمننا ومصالحنا وشرعنا وحقوقنا التي ننعم بها نعمة من الله. للتواصل «فاكس: 6079343»