خلص اللقاء الثاني للجنة الأوقاف بغرفة تجارة وصناعة مكةالمكرمة الذي تحول إلى ما يشبه ورشة عمل، الى حزمة من أبرز المعوقات التي تعترض طريق الوقف في واحدة من أهم المدن في المملكة تحتضن الأوقاف، وتركزت المعوقات في بطء الإجراءات وتعطل استلام النظار والواقفين مستحقات التقدير التي قدرت بأكثر من خمسة مليارات ريال، ما فوت فرصة شراء الأوقاف البديلة، نظرا للارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار العقارات في مكةالمكرمة في ظل تزايد الطلب وقلة المعروض. من جانبه، أطلق وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري إشارة الموافقة لتحقيق مطالب النظار في عقد ورشة عمل ترصد العوائق والحلول، مطالبا بأن تكون لمدة 12 ساعة وخلال نصف شهر من الآن. فيما أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة مكةالمكرمة طلال بن عبدالوهاب مرزا الأهمية التنموية والاقتصادية للأوقاف، وحاجتها للتطوير والتنظيم، حيث تضم لجنة الأوقاف بالغرفة نخبة مميزة من المتخصصين كون مكةالمكرمة أنموذجا يحتذى في مجال العمل الوقفي، مؤكدا أن ترك آلية الإشراف والرقابة على الأوقاف للمحاكم يؤكد بجلاء أهمية هذه الموارد المهمة في حياة الأمة وأبنائها. من جهته، ألمح الشيخ يوسف الأحمدي عضو لجنة الأوقاف والعقاري المعروف إلى أن مساحة العقارات المزالة حول الحرم المكي تمثل المساحة الحقيقية في عهد الدولة العباسية، ما يصور حجم تنامي العقارات في مكةالمكرمة، مطالبا بعقد ورشة عمل تشرف عليها إمارة المنطقة، وتشترك فيها الجهات المعنية بتنظيم الأوقاف مع النظار ولجنة الأوقاف للوصول إلى أبرز المعوقات تحقيقا لحلها، خاصة أن هناك خمسة مليارات ريال هي حجم التقديرات التي تحتفظ بها مؤسسة النقد بسبب بطء الإجراءات في تسليم التعويضات، داعيا لتخصيص 10 ملايين ريال لبناء مركز للعناية بالأوقاف بمكةالمكرمة. من جانبه، نبه نواف آل غالب رئيس لجنة الأوقاف بغرفة مكةالمكرمة إلى أن من أهم العوائق التي تعترض العمل الوقفي؛ بطء الإجراءات خاصة ما يتعلق بشراء البدل للأوقاف المنزوعة ملكيتها للمصلحة العامة، مشيرا إلى أن قيمة العقارات التي نزعت لصالح المشاريع التطويرية في مكةالمكرمة بلغت 80 مليار ريال منها 60 مليارا لصالح الأوقاف. وقال آل غالب إن مكةالمكرمة تمر اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين بنقلة نوعية في مجال العمران والتشييد لم يشهد لها التاريخ مثيلا منها التوسعة غير المسبوقة في المنطقة المركزية. وبين آل غالب أن الارتفاع المطرد في سعر العقار بمكةالمكرمة سببه قلة المعروض ما يجعل من الأهمية تسهيل إجراءات الأوقاف لشراء البديل المثمر، الأمر الذي يؤدي لانخفاض القوة الشرائية لقيمة تعويضات هذه الأوقاف. ونبه آل غالب إلى أهمية تشكيل جمعية عمومية لنظار الأوقاف بمكةالمكرمة وتحقيق التواصل مع الخبراء والمتخصصين في الإدارة والتنمية سعيا وراء عدم اندثار الأوقاف.