مع كل موسم للأمطار تقع مدينة من مدننا ضحية لهذا الموسم فقط لكي نشبع لطما وندبا. فبعد كارثة جدة والرياض والدمام وجازان، وهي مدن قد مرت بها الأمطار وكشفت حالها.. وبالأمس كانت مدينة بريدة الضحية التي ظهرت أخبارها على استحياء، حيث تسببت الأمطار في احتجاز 22 سيارة وفقدان شخص في نفود الأسياح، كما أدت تجمعات المياه إلى إعاقة الحركة المرورية وتعطل الإشارات الضوئية، كما تسربت المياه إلى داخل إحدى محطات الوقود. وشكلت المياه بحيرات في عدد من الأحياء، وكشفت عن سوء مشاريع تصريف السيول المنفذة. حدث هذا ونحن لا نزال في بداية موسم هطول الأمطار. ومشكلة تصريف السيول غدت هي المشكلة الواضحة في كل مدينة كبيرة، وإذا كانت هذه المدن هي الواجهة وهي التي انصبت فيها أموال ضخمة من الميزانيات المتعاقبة وما زالت بهذا الحال، فهذا يعني أمورا تقود إلى الشك في جدارة هذه المشاريع التي أقيمت هنا وهناك. فاذا عجزت 12 مليارا عن صد السيول في مناطق المملكة المختلفة تصبح المشاريع المنفذة هي العاجزة في كونها لم تقم وفق المعايير والمقاييس الهندسية التي يجب أن تكون عليها تلك المشاريع. ولو قلت لأي شخص خبير جاء من خارج البلد بأن الدولة صرفت 12 مليارا في الفترة الأخيرة فقط لمجابهة السيول، فسوف يفتح فمه دهشة، وسيظن أن هذه الميزانية مبالغ فيها، ولن يصدق البتة أن هذه المصروفات صرفت فقط خلال عام أو عامين. والغريب أن كل مدينة تمتلك نفس المشاكل، فسكان كل مدينة من هذه المدن يصفون مدينتهم بأنها غدت مدينة المتاهات، كون شوارعها لا تفضي بك إلا للضياع؛ بسبب انغلاق الشوارع وتحويلاتها التي لا تنتهي في عمليات صيانة هي الأخرى لا تنتهي مع الشكوى من عدم جريان مجاري الصرف الصحي أو تصريف السيول وعشوائية التنفيذ لجل المشاريع المقامة هناك. وكل مدينة سكنت أحياؤها في مجاري السيول حتى إذا استسقينا كان هطول الأمطار كارثة على أولئك القاطنين بطون الأودية ومساراتها.. ويصبح السؤال الذي يفرض نفسه على جميع أمانات تلك المدن كيف يمكن تفسير فشل هذه المشاريع مقارنة بالمشاريع التي تقوم بها شركة أرامكو على سبيل المثال. هل يعود ذلك لغياب المراقبة، بمعنى عدم وجود رقابة ومساءلة في هذه المشاريع يعطي فرصة لتسليم المشاريع غير مكتملة أو غير مطابقة للمواصفات والرسوم الهندسية. ما يحدث في المدن الكبيرة من كوارث سيول أو أمطار يشير بوضوح إلى أن هناك استغفالا أو إهمالا، أو سموه ما شئتم. فهل نحن بحاجة ماسة إلى لجنة تقصٍّ لحقائق المشاريع الضخمة والصغرى في كل مدينة على حدة حتى يتم استئصال الفساد الإداري. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]