شكلت التصريحات التي أدلى بها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع صدمة كبيرة للذين تصدروا خيار المواجهة العسكرية فيما أطلق عليه آنذاك بالعمليات الاستئصالية التأديبية للحراك الثوري الذي ما انفك النظام السوري بآلته الإعلامية ينعته بالإرهابي والتخريبي في محاولة منه لقطع تواصله مع الشعب السوري الذي زاده ذلك التحاما وحماسا وانخراطا في ركب التضحية وطلب الحرية في بلد يحاكم المنادين بها ويقتلهم ويشردهم لأنه غير قادر على تحملها فضلا عن الالتزام بها. هذه التصريحات «الشرعية» في الشكل «الأسدية» في المضمون جاءت على شكل قالب جامد لا يحمل القسمة أو التجزيء، فلم يفهم الناس هل أن خطأ النظام في اعتماده الخيار العسكري جاء عفوا وكأنه لم يؤد الى مقتل أكثر من 50000 شهيد فضلا عن الآلاف من الجرحى والمعاقين والمشردين؟!! وكيف يمكن أن يصحح هذا «الخطأ» هل بالاستمرار فيه حتى الجلوس على طاولة المفاوضات أم بالتراجع الفوري عنه لأنه خطأ ولا يجب أن يكون؟!!. هذا فضلا عن أن الأسد على لسان الشرع لم يقل للشعب السوري وللعرب وللعجم وللعالم أجمع ماذا سيفعل هو نفسه بإمساكه بالسلطة وتحمله للضحايا والخراب الذي حل بها أرضا وشعبا ومؤسسات ودورا وتاريخا وتضحيات إضافة إلى الكم الكبير من الألغاز والخفايا والبواطن في الكلام المعمم والحامل للعديد من التأويلات والتفسيرات ليس أقله أن التسوية التاريخية التي بشر بها فاروق الشرع يجب أن تأتي برغبة دول إقليمية – لم يسمها – ربما تدخل سوريا في مشهد تدويل أين منه واقعها الدموي القاسي. على فاروق الشرع قبل أن يتكلم أن يطلب من أجهزة الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية مقدمات ونشرات أخبار الأشهر الواحد والعشرين التي لم يسمع بها ولم يشاهدها حتى لا يكون كرسول أصحاب الكهف إلى المدينة لأن عملة كليهما مكشوفة.. فإليه نقول: صح النوم.