هل سيبحث وزير الخارجية الروسي، ورئيس الاستخبارات، مع الرئيس بشار الأسد اليوم، في صيغة جديدة للمشروع العربي – الغربي - التركي، أم سيتفقان مع دمشق على استراتيجية جديدة للمواجهة؟ روسيا تدرك أن الدول الغربية لن تفلح في أخذ تفويض من مجلس الأمن للتدخل في سورية، وشبه متأكدة من صعوبة تنفيذ عمل عسكري في الوقت الراهن، وتدير معركتها السياسية باعتبارها صراعاً مكشوفاً على النفوذ. روسيا نفت وجود «صفقة» مع الولاياتالمتحدة بشأن سورية. الكلام عن «صفقة» لم يأت من فراغ. والتحرك الروسي النشط في الموضوع السوري، يأتي على خلفية نشر حلف شمال الأطلسي درعه الصاروخية في تركيا، وهو ما تعتبره روسيا تهديداً لمصالحها وتجديداً للحرب الباردة. المقايضة مطروحة، وتحرك موسكو هدفه، حماية موقعها الاستراتيجي في سورية في ظل وجود الأطلسي في المنطقة، فضلاً عن ان بقاء النظام السوري مقدمة لهذه الرؤية. «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» التي تشمل 13 عضواً من مجلس الأمن، اضافة الى الجامعة العربية والدول الداعمة للمشروع العربي، تبدو للوهلة الأولى مخرجاً من حصار «الفيتو» الروسي _ الصيني، ومظلة شرعية لاتخاذ موقف فاعل لحسم الوضع السوري. لكن هذه المظلة ستكرس الانقسام الدولي حول سورية، وتنقله الى وضع أكثر تعقيداً وخطورة، والساحة اليوم تشهد صراعاً بين تحالف عربي - غربي - تركي، في مواجهة روسيا والصين وإيران، فضلاً عن «حزب الله» والدول التي قد تعاود النظر في موقفها، وأبسط نتائج هذا الاحتشاد هو تدويل الصراع، وتحويل سورية، وربما لبنان، الى ساحة لتصفية المصالح والنفوذ. لا شك في أن الموقف العربي خرج من أيدي اصحابه، فضلاً عن أن الجامعة العربية أصبحت أداة لتسهيل مشروع تجهل أبعاده ونتائجه. صحيح أن موقف روسيا غير أخلاقي، لكن الغرب ليس جمعية خيرية، وانخراط العرب في مشروع «اصدقاء الشعب السوري»، من دون موقف واضح من قضية التدخل العسكري، تحتاج الى معاودة نظر، حتى لا نكرر مأساة ليبيا. الأكيد أن الانقياد الى الدول الغربية، وتجاهل دور الصين سيكون مكلفاً. واستعذاب إسقاط الأسد من دون تقدير خطورة النتائج خطأ سياسي. ولا بد من فتح حوار مع بكين، واستخدام لغة المصالح في هذا التوجه. العرب مطالبون باستخدام الورقة الاقتصادية، والتحرك في شكل مستقل.