استيقاظ الوعي هو المفهوم الأساسي الذي تتمحور حوله الفلسفة الروحية، وحصوله هو ما يسمى «بالاستنارة» أو بالمصطلحات الإسلامية هو انتقال الإنسان من مرحلة مجرد الاعتقاد بالدين وأداء فروضه إلى «مقام الإيمان» وهو مقام وعي الإنسان بالحقائق الجوهرية المتضمنة في الدين وبتكريس تلك الحقائق في ذاته يصل «لمقام الإحسان» أعلى المقامات الإيمانية (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم). وفي علم النفس هو نقل المدركات من اللاوعي إلى الوعي، وهو محور العلاج النفسي، حيث إن المعالجات التلقائية غير الواعية لخبرات الحياة تولد العقد والعصاب والأمراض النفسية، والطبيب دوره جعل الإنسان يعيد معالجة مدركات تلك الخبرات بشكل واع، وبهذا ينقلها من اللاوعي إلى الوعي حيث يمكن للإنسان التحكم بتأثيرها على شخصيته وسلوكه. وفي علم الحكمة، استيقاظ الوعي هو انفكاك الإنسان عن التماهي المطلق غير الواعي مع منظومته الغرائزية غير الواعية وأحواله وتصنيفاته وأغراضه وقناعته بحيث يصبح كالشاهد عليها وهذا ما يعطيه القدرة على تقييم كل نزعة منها بشكل محايد وموضوعي واتخاذ القرار الأمثل بالاعتبار للأصل الذي تولدت عنه والثمار التي تنتج عنها، بينما الإنسان غير المنفك عن هذا التماهي يعتبر أن نزعاته وانتماءاته وآراءه ومنصبه هي هو ولهذا ينساق وراء أهوائها، والنتيجة كما في سوريا رئيس يقتل أكثر من خمسين ألفا من شعبه لأنه تماهى مع السلطة وهي مجرد حال مؤقت من أحوال الدنيا التي سنتها الثابتة التغير والتداول فماذا سيبقى من كل هذا بعد قرن؟ وجميع الناس غافلو الوعي إلا من انتبه لغفلته وعمل على إيقاظ وعيه، قال الإمام علي: «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا أي استيقظوا». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة