أستطيع القول أن إطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه المدن والمجمعات الإسرائيلية حق للمقاومة لمواجهة المحتل. أي عمل مهما كان نوعه ضد المحتل مبرر بكل المقاييس. وأي اعتراض عليه يعتبر مجانباً للحق والحقيقة. الاحتلال الصهيوني للشعب الفلسطيني مستمر وعدوانه على الإنسان والأرض لم يتوقف رغم الجهود التي بذلت. شعب يعاني جبروت الاحتلال والجهود الدولية توقفت وزادت المشاكل في الوطن العربي وانشغال الجامعة العربية بها. لهذا فقدت القضية الفلسطينية الاهتمام الدولي والدعم المباشر عربياً. فهل سيدرك الفلسطينيون انه لم تعد هناك أطراف يمكن أن يعول عليها غير قدراتهم، فهل سيكون التطور الحالي في القدرات المستخدمة حالياً ضد العدو الصهيوني بداية الاعتماد على الذات الفلسطينية. إذا صح أن المواجهة الحالية مع العدو بداية حقيقية لشعب يقاوم الاحتلال فلن يكون مقبولاً بقاء الانقسام. المشكلة الحقيقية والخطيرة على الشعب الفلسطيني تكمن في قيادته وما ألفناه أن لكل قيادة أوتاراً تعزف عليها وهذا ما درجت عليه منذ بدأت تأسيس المنظمات والفصائل الفلسطينية، فكل منظمة أو فصيل ارتمى في حضن قيادة عربية دون تمييز وحتى قيادات أجنبية كما هو حاصل الآن مع ايران، ولهذا واجه الفلسطينيون وقضيتهم كثيراً من الشرور. الحاصل الآن بين فتح وحماس انقسام مدمر للقضية الفلسطينية أضعف كافة المواقف سياسياً وميدانياً، فهل الفلسطينيون جادون في الاعتماد على قدراتهم التي هي وحدها ستوصلهم إلى حقوقهم، وحتى تطور القدرات وتكون فاعلة يجب زوال هذا الانقسام وبسرعة قبل أن يصبح الانقسام واقعا يتحقق من خلاله هدف تعمل إسرائيل من أجل استمراره ولتسد النافذة التي يطالب الفلسطينيون من خلالها بدولة في الضفة والقطاع، ونعود إلى ما كان قائما قبل 1967. هذا هو الواقع وتصحيح الأخطاء مسؤولية الفلسطينيين وحدهم. أدعو الله لهم بالتوفيق.