رجل السياسة مثله مثل المجوهراتي أو صائغ الذهب، فكما أن المجوهراتي يركز كل اهتمامه على انتقاء الأفضل من المجوهرات عند شرائه لها، ومثله صائغ الذهب الذي يحرص على اختيار الأجمل من الأشكال عند صياغته، فالسياسي كذلك كلامه بحساب، وعنايته لما يختار من المواضيع وكتابتها بالأسلوب السهل الممتنع. والذين يعرفون معالي الدكتور نزار عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية يقدرون له حرصه على الموضوعية فيما يكتب وبقلم مبدع. وفي كتابه الذي أصدره مؤخرا بعنوان: قضايا ومواقف في الفكر والسياسة من الدراسات والمقالات ما يجسد تلك الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان. و«بين يدي الكتاب» يقول المؤلف: «يضم هذا الكتاب بين دفتيه مجموعة من الدراسات والمقالات سبق نشر بعضها، والبعض الآخر لم يقدر له النشر لسبب أو لآخر. ولقد حرصت جاهدا على الإبقاء على نصوص هذه الدراسات والمقالات بالصيغة نفسها التي كتبت بها في الأساس دون تعديل في مضمونها، أو تغيير في أسلوبها، أو تحديث في معلوماتها، في حين أضفت إلى البعض الآخر أو حذفت منه ما استدعته مقتضيات النشر في كتاب، وإن كان بشكل طفيف جدا لم يؤثر على النص الأصلي، أو يغير في فحواه وبنيانه شيئا مذكورا، وكان هدفي من ذلك هو إمتاع القارئ بتميكنه من رؤية ما تحقق وما لم يتحقق من رؤى وأفكار وتوقعات بالنسبة للقضايا التي تضمنتها تلك الدراسات والمقالات، وذلك في خلال المدة منذ وقت تأليفها وحتى ظهورها في هذا الكتاب، وهي مدة تجاوزت في بعض الحالات خمسة عشر عاما». ثم يختم كلمته بقوله : «وإذ اعترف بأن ما توصلت إليه من نتائج ونظريات تضمنتها تلك الدراسات والمقالات تظل في نهاية المطاف مجرد اجتهادات لا يمكن بحال من الأحوال أن تصل إلى الكمال، أو ترقى بشكل من الأشكال إلى اليقين، إلا أنني أزعم أنها تطرح أبحاثا غير مسبوقة في موضوعها، وتحتوي أفكارا جديدة ورؤى مبتكرة لم يسبق التطرق إليها في مجالها، وهدفي الوحيد من طرحها في هذا الكتاب وتقديمه إلى الساحات الفكرية في بلادنا وفي غيرها من البلدان العربية والإسلامية ينبثق من حرصي على إثرائها بالمزيد من البحث والتحليل، وصقلها بالكثير من النقد والتعليق، وتحديثها بما يمكن من معلومات وأفكار قد يتفضل بها القراء الكرام؛ أملا في أن يساعد ذلك على تطويرها وتعميقها والوصول بها إلى المستوى العلمي والفكري المأمول والمنشود». وإلى الغد لنستكمل الحديث عن محتوى الكتاب الذي حمل من الموضوعات والأفكار أصدقها. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة