شهدت مراكز الاقتراع في الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد في المرحلة الأولى خاصة بمحافظتي القاهرة والإسكندرية إقبالا كثيفا من الناخبين الذين اصطفوا منذ الساعات الأولى لصباح أمس، ما دفع اللجنة العليا للانتخابات المشرفة على الاستفتاء إلى تمديد فترة التصويت ساعتين إلى الساعة التاسعة مساء مبررة قرارها بكثافة الإقبال. وتبارت قيادات الطرفين في حشد المؤيدين لوجهة نظرهم في سجال لم يخلو من تراشقات وتبادل للاتهامات، إذ اتهم القيادي المعارض سامح عاشور حزب الحرية والعدالة «الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين» بالاستعداد لتزوير نتيجة الاستفتاء. فيما قال حمدين صباحي رئيس حزب التيار الشعبي وعضو جبهة الإنقاذ ل«عكاظ» إنه يراهن على وعي الشعب المصري وأنه سيسقط ما وصفه ب«دستور الدم»، وسيفوت على تيار الإسلام السياسي كل خططه ومحاولاته لتسيير مصر وفقا لأجندته وقطف ثمار الثورة لصالحه. وفي المقابل، اتهم عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة قنوات فضائية عربية أجنبية بشن حملة تمارس كل أشكال الضغط والتأثير المباشر وغير المباشر على شعب مصر ليصوت ضد الدستور. واعتبر أن المعارضين للدستور أفلسوا وفشلوا في إقناع الناخبين بحججهم. وقرر نادي القضاة تشكيل غرفة عمليات في النادي برئاسة المستشار أحمد الزند رئيس النادي لتلقي شكاوى المواطنين ضد أي خروقات تتعرض لها عملية الاستفتاء ولتأمين سلامة بعض أعضاء النادي الراغبين في الإشراف على العملية. وتسابقت الأحزاب والقوى السياسية المناوئة للدستور على تشكيل لجان مراقبة لكل اللجان التي تشهد عملية الاستفتاء لرصد أية خروقات أو عملية تزوير. ووقعت اشتباكات بالأسلحة النارية في محيط لجان الاستفتاء بمدينة المحلة الكبرى، ما أدى إلى حالة من الرعب بين مئات الناخبين الذين كانوا ينتظرون الإدلاء بأصواتهم. وسقط قتيل وأصيب آخرون أمام إحدى لجان الاستفتاء في قرية جزيرة «المعابدة» التابعة لمركز منفلوط بسبب خصومة ثأرية بين عائلتين. وشهدت بعض اللجان الانتخابية بمحافظة القاهرة العديد من المخالفات، ففي مدرسة حلوان الثانوية للبنات تكدس الناخبون في لجنة الاستفتاء بسبب عدم تطابق بيانات عدد كبير منهم.