وصف عدد من أهالي العلا الخدمات الطبية التي تقدمها المرافق الصحية في المحافظة ب«المتدنية»، متفقين على أن مستشفى العلا العام يعاني نقصا حادا في الكوادر والأجهزة الطبية. وذكروا أنهم باتوا يعزفون عن زيارة تلك المرافق بعد تدني مستوى الخدمات الطبية فيها وكثرة أخطائها، متمنين تدارك الوضع سريعا قبل تفاقمه. وأعرب صالح عطا الله عن مخاوفه من كثرة التشخيصات الطبية الخاطئة التي يرتكبها بعض الكوادر في المرافق الصحية في المحافظة، مشددا على ضرورة رفع مستوى كفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى. وحذر عطا الله من تواضع أداء الكوادر الطبية في المحافظة كافة، مؤكدا أنه لا يوجد في مستشفى العلا العام سوى استشاري لجراحة الأنسجة. وقال: يفتقد المستشفى لاستشاري الإسعاف الطبي الأول لمرضى «جلطات القلب»، وكذلك انعدام الكادر الطبي في غرفة العناية المركزة وتدهور مستواهم وعدم وجود استشاري متخصص، مستغربا تسليم أخصائي تخدير الإشراف الطبي على قسم العناية رغم حساسيته. وأكد أنهم أصبحوا يقاطعون تلك المرافق ويتوجهون بمرضاهم إلى المناطق المجاورة مثل المدينةالمنورة أو ينبع وجدة بحثا عن العلاج الآمن، بدلا من المخاطرة بزيارة مستشفى العلا العام -على حد قوله-. إلى ذلك، أكد عبدالرحمن موسى تواضع مستوى الكادر الصحي المختص بالعناية المركزة في المستشفى، مبينا أن العزل السلبي الذي نفذ في غرفة العناية لا يحقق الاشتراطات الصحية، ملمحا إلى أن أقسام النساء الداخلية تعاني من ضعف في النظافة وتعطل وحدات التكييف في الطوارئ وأقسام التنويم العلوية. من جهته، قال خالد البلوي إن المناوبين الإداريين في الفترات الليلية ممرضون غير مختصين بالإدارة ودائما ما يدخلون في مشادات كلامية مع المراجعين، بسبب عدم الخبرة وقلة الكفاءة، مشددا على أهمية إعادتهم لعملهم الفني «التمريض» بدلا من تكليفهم بمهام وأعمال لا تتوافق مع تأهيلهم وقدراتهم، خصوصا في ظل الحاجة والنقص في التمريض. في حين، رأى خالد العنزي أن المنظر العام للمستشفى لا يليق بمرفق طبي يتلقى المرضى فيه العلاج، مشيرا إلى أن النفايات تكدست على مدخله في ظل ضعف صيانة مرافقه، فضلا عن أن التشققات دبت في جدرانه. في المقابل، أعلنت مديرية الشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة عن تنفيذها عددا من المشاريع التطويرية في المنشآت الصحية في العلا بكلفة بلغت نحو 181 مليونا و400 ألف ريال، شملت تطوير البنية التحتية ومبنى الطوارئ وجراحة اليوم الواحد، إضافة إلى استحداث وإنشاء بعض الأقسام. في حين أكد مدير القطاع الصحي في المحافظة الدكتور حامد بن أحمد الشويكان، أن المشاريع المنفذة والجاري تنفيذها للبنية التحتية لمستشفى العلا بكلفة 84 مليونا، شملت توسعة مبنى الطوارئ وإنشاء غرف للعناية المركزة، وإضافة دور ثالث لجراحات اليوم الواحد والمختبر، ومشروع التقنية الإلكترونية لتحويل كافة الأعمال الورقية، لافتا إلى أنه جرى توفير الأجهزة، وتحديد 200 نقطة ربط للشبكة استعداداً لتحويل المستشفى إلى العمل بالإدارة الالكترونية. وأشار الشويكان إلى أنه جرى إنشاء أقسام حقوق وعلاقات المرضى والانتهاء من وضع السياسات والإجراءات والتعريف بها للوصول إلى رضا المرضى، إضافة إلى الطب المنزلي.