جنوبا من ميدان النجوم في حي غليل الذي تحول بعد إزالته إلى تقاطع طرقات على امتداد الجهة الشرقية للطريق المؤدي إلى قرية القوزين، عبورا بحي الخمرة نبتت مجموعة من العشش الأفريقية، شيدتها نساء من ذات الجنسية بغرض البقاء فيها واستخدامها مستودعات لجمع بقايا الشعير التي تنثرها على الطريق يوميا شاحنات الحبوب في طريق عودتها من مخازن الغلال الواقعة في منطقة القوزين. جامعات الحبوب «عكاظ» رصدت الحركة النشطة لجامعات الحبوب وانهماكهن في تعبئة الشعير في أكياس متوسطة الحجم ويأتي لاحقا من يشتريها وأغلبهم من مربي الماشية الذين يعززون صفقة الحبوب مع كميات معتبرة من الخبز الجاف، ويقال إن تجار الماشية ذهبوا إلى ذلك بعد الارتفاع الجنوني في قيمة الأعلاف. لا يقتصر تخصص العشش على بيع وتسويق بقايا الشعير والخبز المجفف بل امتدت إلى خزن الأوراق المقوية والكراتين والمخلفات المعدنية بمختلف أشكالها إلى جانب علب المياه الغازية وعبوات المياه الفارغة وأوراق الصحف التالفة والمرتجعة، إلى جانب الأسلاك والكيابل التي تجمعها الأفريقيات من مواقع متفرقة لبيعها لسماسرة السكراب. حوادث وزحام بالرغم من التشويه الواضح للأرصفة بواسطة العشش وانتشار الروائح الكريهة والذباب إلا أن المشكلة تعدت إلى ما هو أبعد، إذ تسببت العشش في حوادث سير متعددة وسقوط ضحايا منهن في حالات دهس خصوصا في فترات الصباح الباكر التي تشهد كثافة كبيرة لحركتهن في جمع حبوب الشعير من على الطريق الذي يعاني بعض أجزائه كثرة المنعطفات وامتدادات أغصان أشجار البرسوبس. سكان في أحياء الجنوب وبعض العاملين في المصانع التي تحيط بها عشش أفريقيا أبدوا ضيقهم وانزعاجهم من الأمر واستمرار جامعات الحبوب في نشاطهن، وقالوا إن السلبيات تعدت حد تشويه المنظر العام وحوادث الدهس إلى تحويل الجانب المجاور من الرصيف إلى مواقف لسيارات النقل الصغيرة التي تقف بشكل مخالف في طريق حيوي أثناء تحميل أكياس الشعير والخبز الجاف خصوصا في فترات الذروة عند الظهيرة. عشش الطريق يشير عبدالله الشريف إلى أن أعداد الوافدات الأفريقيات تزايدت بشكل كبير، وبرغم الملاحظات السلبية إلا أن الجهات المعنية في الأمانة والشرطة والجوازات لم تتخذ أي إجراء لإنهاء الحالة، فمن غير المعقول أن يحول طريق حيوي إلى عشش ومخازن للمخلفات المعدنية والسكراب والكراتين، وطالب الشريف بضرورة التحرك لإزالة العشش وتنظيف الطريق من المخلفات والنفايات وتأمين مكنسة آلية تتولى جمع الشعير والحبوب المتناثرة من الشاحنات. محاسبة المشترين سعيد الزهراني يقول إنه يرتاد الطريق يوميا للذهاب إلى مقر عمله في المنطقة الصناعية، وكثيرا ما صادف حوادث دهس تحمل بعض السائقين تبعاتها دون ذنب، وذهب ضحيتها بعض الأفريقيات، وطالب الزهراني بإنهاء السلبيات وإزالة العشش على امتداد الرصيف وتطبيق الأنظمة بشكل صارم بحق مشتري المخلفات كونهم من الأسباب الرئيسية وراء بقائهن، ويشير الزهراني إلى أن إلقاء المسؤولية على السائقين في حوادث الدهس غير نظامي بحسب قوله، نظرا لاقتحام الضحايا منتصف الطريق بلا مبالاة وانحنائهن في بعض الأجزاء التي تصعب فيها رؤيتهن خلال جمعهن الشعير، لافتا إلى ضرورة مراعاة عنصري المفاجأة واللامبالاة قبل تحديد نسبة الخطأ في هذه الحالات. الأمانة والأمن في المقابل أكدت أمانة جدة مواصلة التنسيق مع الأجهزة المعنية في شرطة جدة والجوازات لمتابعة أوضاع المخالفين وضبط نابشي الحاويات لإنهاء الظاهرة والسلبيات الناجمة عنها، كما أشارت إلى ضرورة تعاون الجميع في مكافحة الظواهر السلبية والإبلاغ عن المواقع بالاتصال على الرقم 940. ومن جهته أوضح المتحدث الأمني في شرطة جدة اللواء مسفر الجعيد أن العمالة المخالفة خطر على الفرد والمجتمع، مشيرا إلى وجود حملات مشتركة مع الجوازات تنفذ حسب الخطط بالتنسيق مع الجهات المعنية، كما تتم متابعة المواقع شبه المهجورة التي يستخدمها مخالفو نظام الإقامة كسكن ونقطة انطلاق لجرائمهم ومخالفاتهم. وقال الجعيد إن الشرطة خصصت الرقم 6425550 لتلقي ملاحظات وشكاوى المواطنين حول الاشتباه بمواقع وأشخاص، وعلى إثر ذلك تجري التحريات اللازمة للتأكد من مدى صحة البلاغات التي تتم معالجتها ضمن الحملة الميدانية الأسبوعية، مطالبا المواطنين بالتعاون مع رجال الأمن والإبلاغ عن أية مخالفة يتم رصدها. إلى ذلك أبلغ المتحدث الإعلامي في جوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين أن الجوازات تقوم بتمشيط جميع المواقع والميادين والأسواق التي يتواجد بها مخالفو نظام الإقامة، مشيرا إلى أن الجوازات تعمل حسب الخطط المجدولة طوال العام كما أنها تباشر بشكل فوري البلاغات التي تردها حول المواقع التي تشهد تواجدا للعمالة السائبة.