جمعت منطقة حي الوزيرية جنوبجدة، عجائب السلبيات البلدية السبع في محيطها (النفايات، السكراب، العمالة المخالفة، طفوحات المياه الجوفية والصرف الصحي، البيوت المهجورة، انعدام التنظيم وتهالك البنى التحتية، مخلفات البناء وأكوام الخبز والكراتين)، في جنوبها تتنامى حركة البناء وتزداد أعداد عمائر «شقق التمليك الفاخرة» وفي غربها تمتد أشجار «البرسوبس» وورش السيارات لتحجب النقص الحاد للخدمات فيها. بينما في واجهتها الشمالية والشرقية فالصور التي التقطتها عدسة «عكاظ» تؤكد انعدام الخدمات وتدهور الوضع العام في مخطط الوزيرية وأحياء كيلو 7 حارة الدقيق و«برحة دبي» برحة الرز بحسب وصف الأهالي. فوات الأوان وأكد محمد الغامدي من سكان كيلو (7)، أن وضع الحي مزرٍ، مشيراً إلى أن أصواتهم «بحت» من كثرة الشكاوى والنداءات للجهات المعنية في أمانة جدة والشرطة والجوازات والمرور دون جدوى. وقال: «العمالة الوافدة في ازدياد وبسطات الخبز المجفف وأكوام الكرتون وبقايا السيارات الخربة ومخلفات البناء على مد البصر»، مبيناً أن الحلول لا تزال غائبة ولم تتحرك أية جهة لمعالجة السلبيات إلى أن بات الوضع يتأزم بسبب الاختناقات المرورية التي أحدثتها الشاحنات، مطالباً الجهات المعنية سرعة الوقوف على الخلل الذي تعانيه أحياء الوزيرية وكيلو (7) وضبط العمالة التي حولتها إلى مقالب للنفايات ومواقع لصيانة الناقلات قبل فوات الأوان. وكر المجهولين من جهته أشار أحمد الغامدي، إلى أن أحياء الوزيرية وبرحة الرز «دبي» وحارة الدقيق تحولت إلى مخابئ لمجهولي الهوية ومخالفي نظام الإقامة والعمل من الجاليات الأفريقية، منوهاً أن قلب الحي أصبح ورشة للصيانة، ومجمعا لأكوام الخبز المجفف، تديره الوافدات الأفريقيات في وضح النهار دون حساب لأية مساءلة. وقال: «إن العمالة الأفريقية أحاطت برحة دبي بسواتر ترابية منذ وقت طويل وقامت بتخصيص أجزاء منها لإيقاف الناقلات برسوم مالية وصيانتها، وأحالت ما تبقى من البرحة إلى مواقع لتفريغ حمولاتها من الحاويات وجمع السكراب ومخلفات الكرتون والخبز، إضافة إلى مطعم صغير يتناولون فيه الوجبات والشاي»، مؤكداً أن جميع البلاغات التي تقدموا بها إلى الأمانة لم تسفر عن حلول، كما أن البرحة رغم توسطها منطقة سكنية ووقوعها بجوار مدارس للطلاب والطالبات لم تشهد أي تحرك لإزالة الأضرار التي سببتها للسكان رغم مرور دوريات الشرطة والمراقبة البلدية بها يوميا، وبات وجودها يثير مخاوف الأهالي على سلامة أبنائهم وبناتهم في المدارس القريبة منها. كثرة مضايقات من جانبه شكا أحمد الزهراني من المضايقات المستمرة للعمالة الأفريقية السائبة في حيهم، مؤكداً أن هناك حالات اعتداء بالضرب وتهجم ارتكبتها العمالة الموجودة في البرحة بسبب انتقادات المواطنين لهم وانزعاجهم من تعديهم على الشارع العام وإثارتهم للزحام، فضلا عن وقوع الكثير من الحوادث بسبب الازدحام الشديد الذي تعانيه الشوارع المحاذية للمنطقة في أوقات الذروة، خاصة لحظة خروج الشاحنات ودخولها إليها التي تتزامن مع أوقات المدارس. فيما أبدى محمد الشمراني استغرابه من التجاهل الواضح للوضع في برحة دبي وانتشار أعداد المخالفين من الجاليات الأفريقية بشكل لافت في أزقة الحي دون اتخاذ إجراء ينهي السلبيات التي تسببوا فيها للأهالي والبيئة. وأضاف: «إن وجود برحة الشاحنات وازدياد المجهولين ونشرهم للنفايات والمخلفات في منطقة مكتظة بالسكان يعد مشكلة كبيرة وخطرا أمنيا يهدد الجميع»، مطالباً الجهات المعنية في الأمانة والشرطة سرعة التحرك لإيقاف تجاوزات المخالفين وإزالة البرحة بشكل كامل، لافتا الى أن استمرارهم ينذر بوقوع كارثة. إلى ذلك طالب ماجد المطيري شرطة وجوازات جدة بتنفيذ حملات أمنية شاملة ومداهمات مفاجئة لضبط المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل والمجهولين في أحياء الوزيرية وكيلو (7)، الدقيق، برحة دبي، مؤكداً أن أعدادهم زادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة ومضايقاتهم للسكان من المواطنين والمقيمين أصبحت تثير مخاوفهم الى حد أصبحوا فيه لا يأمنون على ممتلكاتهم وأسرهم. في المقابل أوضح المتحدث الأمني في شرطة جدة العميد مسفر الجعيد، أن العمالة المخالفة خطر على الفرد والمجتمع، مشيراً إلى وجود حملات مشتركة مع الجوازات، وتنفذ حسب الخطط بالتنسيق مع الجهات المعنية للقبض عليهم وإحالتهم إلى جهات التحقيق، إضافة الى استهداف عصابات ومواقع شبه مهجورة استخدمها مخالفو نظام الإقامة كسكن ونقطة انطلاق لجرائمهم ومخالفاتهم. وقال: إن الشرطة خصصت الرقم 6425550 لتلقي ملاحظات وشكاوى المواطنين حول الاشتباه بمواقع وأشخاص، وعلى إثر ذلك تجري التحريات اللازمة للتأكد عن مدى صحة تلك البلاغات، التي تتم معالجتها ضمن الحملة الميدانية الأسبوعية، مطالباً المواطنين بالتعاون مع رجال الأمن والإبلاغ عن أية مخالفة يتم رصدها. من جهته بين المتحدث الإعلامي في جوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين، أن الجوازات تقوم بتمشيط جميع المواقع والميادين والأسواق، التي يتواجد بها مخالفو نظام الإقامة، من ضمنها برحة دبي، مشيراً إلى أن الجوازات تعمل حسب الخطط المجدولة طوال العام، كما أنها تباشر بشكل فوري البلاغات التي تردها حول المواقع التي تشهد تواجدا للعمالة السائبة ومخالفي أنظمة الإقامة والعمل.