تقارب الأعمار بين الزوجين هو مطلب الجميع، ورغم ذلك إلا أن عقود الزواج تسجل حالات زواج تفوق المعقول، فلا يزال من كبار السن يتمنونها صغيرة، ويسعون إلى ذلك ومن الشباب الصغار من يبحث عن سيدة تكبره سنا، كونها أكثر نضجا. تختلف آراء الناس في تحديد سن الزوجة بناء على معايير معينة وعادات وتقاليد في بعض الأحيان. استطلاع الرأي الذي أجرته «عكاظ» كشف استحسان الأغلبية لتقارب الأعمار بين الزوجين ولكن يفضلها البغض غير ذلك. عمر شامي ممن يرون تقارب السن فهو -على حد قوله- إنه تقارب في الأفكار والاهتمامات، ولكل مرحلة عمرية اهتماماتها الخاصة بها، وليس هناك مانع شرعي من الزواج من امرأة تصغرني بكثير أو تكبرني بكثير ولكني لا أؤيد ذلك، فلن يكون هناك تقارب عمري ولا نفسي ولا عاطفي والنتيجة ستكون الفشل، ولذلك فإن تقارب السن بين الزوجين هو الخيار الأفضل. بهاء بابقي يؤيد صغيرة السن فيقول: الغالب في مجتمعنا صغر الزوجة عن الزوج، ونجاح الزواج بيد الطرفين في التفاهم وكيفية جعل الحياة الزوجية شيقة ولا يغلب عليها الروتين. وأضاف، أما في حالة طغى الروتين على الحياة الزوجية فسوف تصاب العلاقة بالملل وهذا مؤشر خطير ستصبح فيه الحياة بمثابة تأدية واجب من أجل استمرار الحياة فقط. أريج أبو طالب تقول: التقارب في السن أفضل الاختيارات وعامل مهم، فتقارب السن يشعر الزوجين بقربهما من بعضهما ما يجعل تفكيرهما متساويان. عبدالله آل عايض له رأي مغاير فيقول: من وجهة نظري أن المرأة التي تكبر الزوج تحقق له الكثير من الأشياء التي يفتقدها في الصغيرة وأهم تلك الأشياء الاتزان والاعتماد عليها في الأمور المنزلية والمالية، فهي امرأة هادئة تقدر الرجل وتتفهم احتياجاته وتقدر أوضاعه وظروفه وفي الغالب هي صاحبة رأي سديد وحكيم وهمها الأول أن تستمر الحياة مستقرة وأن يعيش الأطفال في جو أسري هادئ. عبداللطيف السهلي يقول: يجب أن يكون الرجل أكبر من المرأة بقليل، فإذا زاد الفارق عن 10 سنوات فإن علامات عدم التوافق والانسجام ستبني حاجزا بينهما ما سيكون سببا في الوصول إلى مرحلة خطيرة قد يكون أهمها الانفصال. وأضاف، الفتاة الصغيرة ترغب في المرح واللهو والاستكشاف في حين أن الزوج الذي يكبرها بكثير يميل إلى الجدية والهدوء والاستقرار وهنا تكمن المشكلة. وردة الحواس لها رأيها الخاص أيضا إذ تقول: الفرق في السن ليس معيارا لنجاح الحياة الزوجية من فشلها، بل نضوج الزوجين وطريقة تفهمهما وحبهما للاستمرار مع بعضهما، وترى بأن الأفضل ألا تكون الزوجة أقل بكثير في السن من الزوج، لأن الزوجة الناضجة تهم الرجل، فهي تشعر بقيمة الحياة الزوجية وتقدر مسؤولياتها تجاه زوجها بوعي كاف. من جهتها تقول ندى الأندلسي: المرأة ليست كالرجل فلو تزوجت برجل أكبر منها بفارق 10 سنوات لن تكون هناك مشكلة أو عائق لأن المرأة عقلها ينضج بسرعة أكثر من الرجل.. لكن بالنسبة للرجل يختلف الأمر فلا يجب أن يتزوج بامرأة تكبره سنا. حسين مكرم يخالفها في الرأي تماما حيث يقول: إن الرجل في العادة يتزوج بامرأة أصغر منه بقليل، العقل يقول ذلك، ولكن ما نشاهده في الوقت الحالي بأن بعض الشباب يلجأ لامرأة تكبره سنا رغبة في مالها وخلافه، ما يصعب التوافق بينهما. عثمان إبراهيم جابر يقول: الفوارق السنية يجب أن تكون لصالح الرجل، بشرط أن لا يكون الفارق السني عائقا لإقامة حياة زوجية سعيدة. ريما شهاب تقول: أعتقد أن لا قواعد في الحياة الزوجية، لأن كل قاعدة تحتمل الكثير من الاحتمالات التي تثبت عكسها وكل حالة حياتية هي عبارة عن حالة خاصة. وللمتخصصين رأي أيضا فقد قالت الدكتورة سحر رجب المدرب والمستشار الزوجي والأسري من المجلس العربي وعضو هيئة الأممالمتحدة: أثبتت الدراسات العالمية والعربية بأن المرأة التي تكبر الرجل تطيل عمره، ولنا في رسول الله أسوة حسنة عند زواجه بأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها. ومن وجهة نظري أن الزوجة الكبيرة لها جاذبية ورونق خاص من حيث العقل والتفكير فهي امرأة ناجحة عادة ولبقة تجيد التصرف في الأماكن التي تتواجد فيها مع زوجها وتمنح انطباعا إيجابيا راقيا، ولديها ثقة بذاتها، وتعتمد في الغالب على نفسها، فهي امرأة تهتم بمظهرها لأن ثقافتها الزوجية واسعة، وذلك بسبب الخبرات التي اكتسبتها من الحياة.. الرجل معها ليس مضطرا أن يكون هو المسؤول الوحيد والدائم عن المنزل والأسرة، فلديها من الخبرة والوعي ما يجعها قادرة على المشاركة في الحياة.