المؤكد ما من زوجة لا تسعد بل قل وتنتشي غبطة بحب زوجها لها وثمة من يتباهين لدرجة (التبجح) بحب أزواجهن وخصوصا أمام أقاربه بوصفه أي حب الزوج معيار رجاحتها وربما تميزها.. ما رأيكم بمن تخالف ذلك تماما فهذه الزوجة تمنت لو أن زوجها لم يحبها فقد جلب لها حب زوجها (المفرط) التعاسة كما أوردت في رسالتها، إليكم مضمونها: لا أخفيك فرحت بحب زوجي كأي زوجة من منطلق أن الحب يستدعي حياة زوجية سعيدة وبالفعل هذا ما استشعرناه في بداية زواجنا لكن مع مرور الأيام زاد حب زوجي لي إلى حد المغالاة.. لم يكن الحب ذاته السبب في متاعبي بل لأن زوجي أشهر حبه الطاغي علانية أمام أهله وأخص أمه وأخواته فالغنج والتدليع والتدليل أضحوا أسلوبه المعتاد أمامهن وشيئا فشيئا بدت الغيرة تدب في قلوبهن وخصوصا أخواته فانعكس ذلك على تصرفاتهن تجاهي وتحولت الغيرة إلى كره وازدراء بل تطورت أكثر لاختلاق الخلافات وحياكة الدسائس ومضايقتي في كل صغيرة وكبيرة وأصبحن يتدخلن في شؤوني الخاصة فحتى خروجي مع زوجي أصبح مشكلة فهن يقحمن أنفسهن بأي حجة للخروج معنا استشعر زوجي بمعاناتي وتذمري ولم يستطع فعل شيء فلا حيلة له غير أنه عمد لتقليل جرعات مشاعر الحب أمامهن لكن ذلك لم يغير من الأمر فالغيرة والكره سكنا صدورهن ويبدو أن لا شيء يزيله سوى فراقنا .. أتمنى على جميع الأزواج ألا يظهروا حبهم لزوجاتهم خصوصا أمام أهله .. انتهت الرسالة.. أقول لا شك أن الغيرة موجودة وفطرية وتأتي من أقرب الناس وأكثرهم حبا فأم الزوج بالتأكيد تتمنى أن ينعم ابنها بزوجة تسعده تحبه ويحبها لكن هناك سقف عاطفي متى ما تجاوزه الابن على الأرجح يمهد الطريق لسريان الغيرة وولوجها لقلب أم الزوج كالمجاهرة والغلو بالحب والتغنيج والغزل فالأم دائما ما تغتبط لسماع ذلك من زوجة ابنها تجاهه وليس العكس وهذا دليل على أن الأم تتمنى سعادة ابنها فهذه البوادر تطمئنها، أما أن يبدر ذلك من ابنها تجاه زوجته فقد يشعرها أن زوجة ابنها لا تبادله ذات الشعور مما قد يثير حفيظتها واستياءها. أما أخوات الزوج فهن مرشحات أكثر لاقتفاء الغيرة وتداعياتها لجهة زوجة أخيهن بوصفهن في الغالب متقاربات مع زوجته في السن والطبائع، وفي السياق قد يكن غير (متزوجات) أو متزوجات لكن لم يحظين بحب أزواجهن في كنف أعشاشهن الزوجية فما بال الأمر وهن يشاهدنه جهارا نهارا من أخيهن لناحية زوجته خصوصا إذا ما علمنا أنه يبدو فجا معهن.. كل تلك المتغيرات والاعتبارات تحتم على الزوج التحفظ بل والسيطرة على خلجاته وترشيد ومشاعره العاطفية وعقلنتها أمام أسرته بالمجمل درءا للغيرة وتبعاتها التي قد تعكر حياته الزوجية وربما تقطع أصرها من حيث يدري أو لا يدري. [email protected]