رجل يرفض الخروج من المنزل كي لا تبقى قطته وحيدة، ويحرص على أن يعم الهدوء أرجاء المنزل لتأخذ ساعة "قيلولة"، وآخر يغرق منزله في الظلام بعد الساعة التاسعة مساء لتنام “لوسي”، وهناك من يخاطبها ويتحدث إليها وكأن هناك من يبادله الحديث، بينما يصاب بالخرس إذا حدثته زوجته. تلك بعض الحالات التي توضح تعلق بعض الرجال أو الأزواج بالأصح بأنواع من الحيوانات المنزلية الأليفة، مما يثير حفيظة الزوجة وغيرتها في آن معا. فالغيره غريزة فطرية عند البشر، وهي ناتجة عن الحب كما أنها إحساس بعدم الأمان في بعض الأحيان، والغيرة غير المرضية مطلوبة، فمن حق الرجل أن يغار على زوجته كما من حقها أن تغار عليه. وهو شعور مؤلم وكثيراً ما يولد المشاكل، وقد يصل إلى حد الظن والحرمان، بل وقد ينتهي بالطلاق، ولكن هل من المعقول أن يصل ذلك الشعور إلى الغيرة من الحيوانات كالقطط والطيور مثلا؟! هذا ما نحاول معرفته من خلال هذا الموضوع.. بداية يرى محمد عسيري انه إذا كان اهتمام الرجل بتلك الحيوانات يفوق اهتمامه بشريكة حياته وأبنائه، فمن الطبيعي أن يثير ذلك غيرة المرأة بل وحرصها على كيان حياتها، وبالتالي فالزوج أيضا في هذه الحالة يحتاج إلى توجيه لسلوكياته. وأضاف أنه ضد المرأة لو كانت غيرتها غير مبررة، أي لمجرد الغيرة والاستحواذ واختلاق المشاكل.. فمثل هذه أيضا تحتاج إلى إعادة صياغة لتفكيرها ومبادئها في هذا الجانب. ويرى سعيد القحطاني أن وجود الحيوانات الأليفة أمر لا خلاف فيه بل أن لوجود تلك الحيوانات فوائد عديدة حيث أنها تقوي علاقة أهل البيت ببعضهم عند اجتماعهم مع ذلك الحيوان الأليف، كما أن وجود القطط على وجه الخصوص ذكر في السنة النبوية، وعلى كل شخص يقتني تلك الحيوانات أن يسعى لخدمتها لأنه مسؤول عنها أمام الله، ولكن الرعاية لا بد أن تكون في حدود المعقول بحيث لا تكون سببا في إهماله لكثير من أساسيات الحياة، وأرى أن غيرة المرأة من القطط يأتي من نقص عاطفي يعيشه الطرفان. سعاد سلطان، زوجة أم لطفلين، تقول: أنا من عشاق القطط واهتم بها كثيراً وأرى أنها تحس وتشعر بكل ما يدور حولها، كما أنني أستقطع الكثير من وقتي لها ولرعايتها ومحادثتها وفي الوقت ذاته لا أهمل رعاية أبنائي وزوجي وبيتي. بينما تقول السيدة ع.م، متزوجة منذ 3 سنوات ولم تنجب: طالبت زوجي بوجود قطة في المنزل وليتني ما طلبت، فزوجي جلبها ثم سخر كل اهتمامه لها حيث أنه لا يستطيع الجلوس بدونها ويتحدث إليها كثيرا ويلاطفها، كما أننا لا نخرج كثيرا خوفا عليها من الوحدة. ومن جانبه يرى الطبيب البيطري الدكتور أبوصالح أن هناك بعض الناس مولع بتربية تلك الحيوانات إلى درجة غير معقولة وقد يبالغ في أمور كثيرة، فالحيوانات الأليفة تدرك اهتمام الشخص ولكنها لا تحس بمشاعره تجاهها. فالعصفور يحتاج منا أن نطلق سراحه من القفص فإحساسه بالحرية يعني له الشيء الكثير ولكن مخاطبتنا له لا تعني له أي شيء. وترى الدكتورة صباح زهار أخصائية اجتماعية أن غيرة المرأة من الحيوانات غيرة "مرضية"، فالحيوان لا يدرك وعلى الزوجة أن تهتم بزوجها كي يصرف النظر عن تلك الحيوانات.