أعرب أستاذ المسالك البولية في جامعة القاهرة الدكتور راغب السرجاني، عقب تسلمه البارحة الأولى لجائزة الأمير نايف للسنة النبوية عن سعادته بهذه الجائزة؛ معتبرا إياها تتويجا لجهد ينتصر لقيم الإسلام العلمية الراسخة في القرآن والسنة في اهتمامها بالبيئة. وأضاف د. السرجاني الذي فاز بالجائزة عن دراسته المعنونة ب«حماية البيئة في الإسلام» في تصريحات خاصة ل «عكاظ» في القاهرة أن الفضل يرجع للخالق عز وجل في أن يقيض للأمة الإسلامية فرصا على أيدي من يحترمون العلم والعلماء، ممثلة في هيئة جائزة «نايف للسنة النبوية» في أن تتكاتف جهود العلماء لإخراج حصيلة معرفية موثقة تمثل مخرجا عمليا يستفيد منه المسلم وغير المسلم. وتابع السرجاني «منبع سعادتي أمران، أولهما أن أجد من يهتم بالسنة النبوية ويحفز الدعاة والباحثين على تقديم مادة علمية تخدم أهل الأرض، وثانيا أن تخرج مادة تنفع الناس وتقربهم من دينهم». وحول اختياره لموضوع الدراسة وهو «البيئة»، قال «كان أمامي الاختيار بين أربعة موضوعات للدراسة، لكني آثرت تناول قضية البيئة، باعتبارها موضوعا غير تقليدي شغل العالم قاطبة. وعندما اخترت هذه الموضوع في جائزة سمو الأمير نايف كان لدي شعور بأن العالم الإسلامي مفتون بكل ما يصدر عن الغرب بشأن كافة القضايا المعاصرة مثل البيئة وحقوق الإنسان وغيرهما، في حين أن الغرب لم ينتبه لقضية البيئة إلا قبل نحو مائة عام مضت فقط، في حين أن القرآن الكريم والسنة النبوية تناولا هذه القضية قبل نحو ألف وأربعمائة عام. ويتابع السرجاني «هذه القضية شغلتني فترة من الزمن حتى أنني كتبت عدة مقالات علمية عنها، بل إن قضية البيئة كانت فصلا مهما من أحد كتبي المعنون ب (ماذا قدم المسلمون للعالم) الصادر عام 2010، والذي تناولت فيه كافة الأوجه للحضارة الإسلامية غيرت بمعطياتها ومنجزاتها شكل العالم، وعندما أتيحت لي فرصة الاشتراك في مسابقة الأمير نايف بذلت جهدا في أن أضم لهذا الفصل معلومات علمية مفصلة لم يتسع لها الكتاب». وحول أبرز النتائج التي خلص إليها هذا البحث موضع الجائزة أوضح د. السرجاني أن «أهم نتيجة تكمن في أهمية رجوع المسلمين باحثين وعلماء للقرآن والسنة، وهما ميسران لمن أراد أن يستقي منهما منابع العلم الصافي»، لافتا إلى أن سبب تراجعنا العلمي يرجع إلى عزلتنا عن القرآن والسنة واتجاهنا لغيرهما، ومن ثم فان عزة الأمة الإسلامية ومجدها العلمي مرهونان إليهما.