رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - اليوم الثلاثاء حفل توزيع جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة في دورتها السادسة والذي تنظمه الأمانة العامة للجائزة بمدينة الرياض ويشارك فيه شخصيات عالمية بارزة. وقال أمين عام الجائزة الدكتور ساعد العرابي الحارثي إن الأمير نايف رحمه الله لم يكن يشغله الوفاء بمسؤولياته الوظيفية فحسب، لكنه كان واسع الاهتمام، خصوصاً بأمور العقيدة وركائزها ووسائل ثباتها وانتشارها، مؤمناً بأن صلاح الإنسان من صلاح عقيدته، وموقناً حق اليقين بأن قدر هذه البلاد الكريمة مهبط الوحي والرسالة هو خدمة العقيدة الإسلامية الصحيحة فكراً وعملاً، وأن الإسلام في حقيقته عقيدة السلام والسماحة، عقيدة الأمن والأمان، عقيدة خير الدنيا وخير الآخرة، لكل ذلك كانت هذه الجائزة محلية المنشأ عالمية الفائدة، أنشأها الأمير نايف في زمن كثرت فيه الاجتهادات وتنوعت فيه التفاسير وتلونت فيه الأهداف وتعددت على غير حقٍ في ساحة الإسلام الاتهامات.
وأضاف الدكتور العرابي أنه تحقق للجائزة الكثير مما أراد لها راعيها، فتجاوزت نتائجها حدود المكان بدراسات أصبحت جزءاً من مكونات المكتبات الجامعية والعلمية في العالم، وتخطت حدود الزمان من دراسة ما هو كائن إلى دراسة ما سيكون، استشرافاً للمستقبل وتطلعاً إلى ما هو أمثل، وفي أعوام قليلة من عمر الجائزة المديد استقبلت فيها أمانتها العامة حتى الآن "2250" بحثاً وفاز بها اثنان وعشرون باحثاً، وشارك في مسابقة الحديث النبوي الشريف للطلاب والطالبات/ وهو الفرع الثاني للجائزة/ "731. 257" طالباً وطالبة، فاز منهم بالجائزة "180" طالباً وطالبة، وأقامت الجائزة مؤتمراً عالمياً لظاهرة التكفير، وهو أول مؤتمر من نوعه، شارك فيه عددٌ من العلماء والباحثين من العالمين العربي والإسلامي، وأصدرت الجائزة "157" دراسة علمية في السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، إضافة إلى "000. 225" نسخة إلكترونية من تلك الدراسات، كما أنجزت الجائزة توزيعاً ل "90" ألف كتاب .
وأفاد بأن الإنجازات ما كان لها أن تتحقق، لولا توفيق الله ، ثم أن هذه البلاد الطاهرة بلاد خير وبركة قيض الله لها قيادة صادقة، مؤمنة بربها ورسالة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، قيادة أخذت على عاتقها منذ التأسيس خدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان.
من جهة أخرى أوضح الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز رئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص لسموه المشرف العام على الجائزة أن شرف قيادة هذه البلاد بخدمة الإسلام والمسلمين منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله، الذي جعل من كتاب الله وسنة رسوله منهجاً يقوم عليه كيان الدولة وتدار به كل شؤونها وأحوالها، كما حمد الله أن وفق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله لتبني جائزة عالمية لخدمة السنة النبوية المطهّرة تقوم في أساسها وغاياتها على العناية بهذا المصدر التشريعي الثاني بعد كتاب الله الكريم قولاً وعملاً وتقريراً وتبيان سماحة الإسلام وإنسانيته.
وبيّن أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته كان حريصاً كل الحرص على كل عمل يخدم الإسلام والمسلمين، وقد بذل وأعطى ووجه ، فكان لهذه الجائزة المباركة النجاح والتوفيق. ورفع جزيل شكره وعظيم امتنانه لولي العهد على رعايته حفل الجائزة في دورتها السادسة، وأكد أنها رعاية تجسد اهتمام سموه الكريم بمسيرة الجائزة ودعمها لبلوغ أهدافها الإسلامية السامية ولكل ما فيه خدمة الإسلام وإعلاء شأن المسلمين، وذلك في إطار ما حظيت به وتحظى به الجائزة منذ تأسيسها من دعم ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أعزه الله وعافاه وشافاه، من منطلق حرصه ورعايته لكل جهد يُسهم في سعادة المسلمين وصلاح شؤون دينهم ودنياهم وتعميق صلتهم ومعرفتهم بهدي القرآن الكريم وسنة سيد الأنبياء والمرسلين.
وقام سمو ولي العهد بتسليم الفائزين في فروع الجائزة جوائزهم، حيث منحت جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة في دورتها السادسة للدكتور عبدالرحمن اللويحق عن موضوع الأمن الفكري في ضوء السنة النبوية، وعن موضوع القيم الحضارية في السنة النبوية منحت الجائزة للدكتور موفق بن سالم الجوادي مشاركةً مع الدكتور عبدالستار بن جاسم الحياني، ومنحت الجائزة عن موضوع حماية البيئة في الإسلام للدكتور راغب الحنفي السرجاني، في حين حجب فرع الجائزة /السلام في الإسلام .. المبادئ والمفاهيم والتطبيق/ حيث لم ترق البحوث المقدمة لمستوى الجائزة.
وعبّر الفائزون في كلمات متتالية عن اعتزازهم وفخرهم بنيل الجائزة وأثرها في تشجيع المختصين والباحثين، ما يؤكد أهميتها ومكانتها العالمية، مستعرضين مسيرتهم وجهودهم في فروع الجائزة، حيث تناولت كلمة الدكتور اللويحق ما قدمته الجائزة من حافزٍ لدى الباحثين والمهتمين وما تتميز بها من موضوعات، منوهاً بما حققته الجائزة من حراك علمي في أبحاثها.