تتسيد وجبة المندي الموائد في الولائم، خصوصا في المملكة والخليج، إذ يتباهى به المضيفون، ويرون فيه صورة تجسد الكرم بتفاصيله كافة، وعلى الرغم من أن تلك الأكلة انطلقت من جنوب المملكة، إلا أنها وصلت للعديد من البلدان العربية مثل الأردن ومصر وسورية وفلسطين. وتعتمد طريقة طبخ المندي على نضج اللحم بالحرارة وأن يندى الدهن على اللحم وما تلاه من الأسفل من رز أو غيره، ويؤخذ خروف سمين بالقدر الكافي حتى لا ينسلخ اللحم عن العظم من شدة الحرارة ويفقد الطبق منظره و طعمه،و يتبل بالإضافات قبل وقت مناسب من بدء الطهي، ثم يُشك بسيخ مصلب من الرقبة إلى الإلية ليعلق مقلوباً في التنور المبني تحت الأرض و المعد لهذه الغاية بين حرارة شديدة ويطمر غطاء التنور بالتراب و يترك لثلاث أو أربع ساعات، وبهذه الطريقة يندى الدهن من الإلية في الأعلى على ما تلاها من اللحم و ينساب إلى الأسفل على الرز. وأوضح الطباخ أبو عمر أن الطباخين ابتكروا طرقاً عدة مطورة لتقديم المندي، فصار يقدم من أكثر أنواع اللحوم مقطعة لا ذبائح كاملة، و يطبخ في أفران أقل حجماً و حرارة، و تم الاستغناء في مرات كثيرة عن الرز. وذكر أن نوع اللحم الذي يعد لوجبة المندي يختلف وفقا للأذواق، وإن كان الغالبية يفضلون «التيس» الصغير نسبيا، لينضح سريعا، على عكس الخروف الكبير الذي يستنفد وقتا طويلا للنضج. وذكر أبو عمر أن نشاطهم يزداد في الأعياد والإجازات الصيفية حيث تكثر الزواجات، ملمحا إلى أن زبائنه من الجنسيات المختلفة، وليس حكرا على جنسية واحدة. وقال: «في السابق كانوا يضعون التراب على التنور حتى يستوي الطعام، بيد ان الوضع اختلف حاليا وباتوا يضعون عليه قليلا من الرمل مع البطانية، لتحبس الحرارة وتسهم في إنضاج اللحم»، ملمحا إلى أنهم يستخدمون كميات كبيرة من الحطب لإيقاد التنور.