المعوقون وحدهم لا يعانون .. أسرهم تعاني أيضا، لهم همومهم وآمالهم ومشاكلهم وأزماتهم وأحلامهم بل مطالبهم الموضوعية.. لا تنتهي مشاكل المعوقين باختلاف أنواع إعاقاتهم أو بالنظرات القاصرة من البعض. «عكاظ» تعرفت على مشاكل أسر وأقارب ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال خطها الهاتفي الساخن. تقول أم إبراهيم، أم لطفلين معاقين، إبراهيم يعاني من أعاقة حركية وعمره 13 عاما، والبراء يعاني من إعاقة سمعية وعمره خمس سنوات، وقالت: منذ أن اكتشفت إعاقة ابني الأول والمشاكل هي نفسها لم تحل بل للأسف زادت في التفاقم، منها على سبيل المثال لا الحصر الأماكن العامة غير مهيأة للمعوقين وللأسف حتى المواقف المخصصة لهم نجد أفرادا أصحاء يوقفون فيها مركباتهم دون أن ينكر أحد عليهم ذلك أو ينبههم أحد على تصرفهم. كما أن الإعانة التي تصرف لهم من الشؤون الاجتماعية لا تفي بمتطلبات المعاق، ولا يوجد تنسيق بين الوزارات والشؤون الاجتماعية وهذا يعود بالضرر على المعاق وأسرته. عربة وبطارية تضيف أم ابراهيم: المشاكل مشتركة.. كنا في السابق نعاني من نظرة المجتمع للمعاقين إلا أنها زالت الآن، لكن بقيت مشاكل اخرى مثل اوضاع المستشفيات الحكومية والمواعيد المتباعدة ومعاملة الكادر الطبي والتمريضي للمعاق كالصحيح تماما. وتروي ان يد نجلها ابراهيم تعرضت للكسر.. «وذهبنا به إلى احد المستشفيات الحكومية، وصلنا الى هناك الساعة الخامسة عصراً وانتظرنا حتى الساعة الواحدة ليلاً وفي كل هذا لم يتلق ابني العلاج، فاضطررنا لتحويله لمستشفى خاص». تتساءل أم ابراهيم: ماذا يفعل من لا يمتلك المال؟ كما أن العربة المتحركة التي تصرفها الشؤون الاجتماعية مدتها خمس سنوات والبطارية تفرغ بسرعة ولا يوجد وكيل لها في المملكة. دمج كاذب تواصل ام ابراهيم: أما بالنسبة لابني البراء الذي يبلغ من العمر خمس سنوات ويعاني من الإعاقة السمعية فهو ذكي ويتحدث بطريقة ممتازة، ذكاؤه جيد مع استخدامه للسماعة ويمكنه التواصل مع الآخرين بصورة طيبة، وعندما علمت ببرنامج الدمج سعدت به وذهبت به الى الروضة وبدأت المعاناة.. الكل يرفض البراء على اعتبار انه معوق.. وبعد عناء وجدت روضة قبلت تسجيله وبعد سداد الرسوم اكتشفت ان الروضة أجلست ابني مع «8» أطفال صم بكم في فصل واحد، وكل تعاملهم بالإشارة. وعندما تحدثت مع المعلمة والمديرة قالتا «إن الدمج يتم في ساعة الفسحة فقط». وتضيف ام ابراهيم: جلست أراقب الوضع في الفسحة على مدى أسبوع كامل فوجدت بأن الفسحة المزعومة مخصصة للأطفال الأصحاء فسحبت الملف من الروضة.. فما رأي الجهات المسؤولة عن الدمج؟ كسب سريع أم محمد تروى هي الأخرى معاناتها وتقول: ولدي المعوق بلغ الآن من العمر 23 عاما مع ابنة اخرى بلغت 20 سنة، والاثنان يعانيان من إعاقة حركية، وطوال سنواتهما ال13 في جمعية الأطفال كانا يتمتعان بعناية فائقة وحالتهما جيدة. لكن بعد خروجهما من الجمعية لم أجد مكانا آخذهما إليه، لأن مراكز العلاج الطبيعي غير مؤهلة وكل هدف المراكز هو الكسب المادي السريع فتدهورت حالتهما وتراخت عضلاتهما. الأسر تعاني من ارتفاع اسعار الادوات الخاصة بالمعاقين فهي خيالية وفيها مغالاة ومبالغة فضلا عن تلفها السريع. وتقترح ام محمد انشاء فروع لجمعية المعاقين ما بعد سن الثالثة عشرة. حق التعليم أم مايا والدة صبية في السابعة تشكو من إعاقة حركية، لكن كل حواسها سليمة ومعافاة تقول حينما عرفت ببرامج الدمج اخذتها الى روضة لكنها اصطدمت بالرفض وتتساءل: أين حق ابنتي في التعليم؟ إعاقتها حركية فهل تحرم من حقها في التعليم؟ والأفظع من كل ذلك أن إحدى المديرات قالت لي انظري كيف ينظر إلى ابنتك الأفضل أن تبقيها في المنزل فهذا أستر وأفضل لها.. كيف لمثل هذه ان تكون مديرة ومربية أجيال؟ قلة الإعانة في عودة اخرى لمشكلة المعوقين مع المستشفيات يقول أبوعبدالرحمن: ابني يبلغ من العمر 14 عاما ومصاب بشلل بسبب نقص الأكسجين عند الولادة.. دخلي المادي لا يسمح بأن أعالجه في مستشفى خاص والإعانة المادية التي تصرفها الشؤون لا تفي بأغراضه.. عندما نراجع مستشفى حكوميا يعامل وكأنه صحيح فيظل في غرفة الانتظار خمس أو ست ساعات وربما انتهى دوام الطبيب ونحن ننتظر.. هذا بخلاف المعاملة السيئة وكأنه لا يكفي ما نعانيه أثناء نقله للمستشفى لأننا نضطر لحمله. ويوصي ابو عبدالرحمن بمنح المعاقين بطاقات تعطيهم الأحقية في المراجعة ومقابلة الطبيب وصرف الأدوية. استثناء زوجة المقيم ذات المشكلة والحالة تعانيها أم وائل فقالت: أعاني من مرض القلب وراتبي ضعيف وزوجي مقيم عربي، ولدي ابن معوق بشلل رباعي وعمره 38 عاما ولأنه ليس من المواطنين فلا تصرف له المعونة الخاصة من الشؤون الاجتماعية. زوجي راتبه ضعيف فلماذا لا يستثنى المعاقون مواليد الأمهات السعوديات؟ أم هديل من رابغ لديها طفلة عمرها خمس سنوات وتعاني من تأخر في النمو مع حالات تشنجات وصرع وأم سعود من رابغ.. تطالبان بإنشاء مركز للتخاطب أو مركز تأهيلي في رابغ، فالمركز الموجود متواضع الحال. وحث عايض احمد وعبدالحميد، وهما والدان لمعوقين، بضرورة تفعيل الأوامر والتعليمات الخاصة بالمعوقين وحمايتهم.