تبلغ الإثارة ذروتها الليلة في قمة مباريات البرايمرليغ التي تجمع قطبي مانشستر على ملعب الاتحاد، الذي سيتحول مسرحا لمواجهة طاحنة ستغير حتما خارطة الصدارة والمثير فيها أنها قد تهوي برأس مدرب ال «سيتيزينز» الإيطالي روبرتو مانشيني، إذ يعني التعثر فيها تهديدا لآخر أهداف النادي الثري بعد أن تهاوى حلمه في دوري الأبطال بخروج مذل ومهين لم يكن يتصوره أي من المراقبين الذين راهنوا على قوته المالية في أن تطوقه بأي من ذهب البطولات القارية وبينها الدوري الأوروبي على أقل تقدير وهو ما لم يكن. فنيا لا يبدو أن فريق «المواطنين» قد أشبع القائمون عليه بما يوزاي عدد النجوم المبدعين الموجودين في صفوفه، أو حتى بما يعادل الموسم الماضي الذي توجه بلقب البرايمرليغ بعد غياب سنوات طويلة، وتمثل قمة اليوم منعطفا مهما للفريق في ترتيب أوضاعه والخروج من نفق الإخفاقات التي قد تجهض أحلام ملاك النادي وأنصاره في موسم ناجح لم يتبق منه سوى لقب الدوري الذي لن يكون سهلا في ظل فورة الشياطين، وتضع المدرب مانشيني على محك اختبار حقيقي قد تكون آخر فرصة له لتقديم فدية البقاء على رأس الجهاز الفني للستيزنز. ويمكن القول إن مستقبل مانشيني مع السيتيزينس أصبح مهددا، إذ تتحدث التقارير أن المالكين الإماراتيين للنادي توصلوا فعلا إلى اتفاق موقع مع مدرب برشلونة الإسباني السابق جوسيب غوارديولا لخلافة الإيطالي اعتبارا من الصيف المقبل، فيما ذكرت تقارير أخرى أن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو قد يصل إلى «ستاد الاتحاد» الموسم المقبل لأنه سيترك ريال مدريد الإسباني. وفي معسكر «الشياطين الحمر» الذين سقطوا في الدوري خلال زيارتهما الأخيرتين إلى معقل الجار اللدود، لم يكن المدرب الأسكتلندي أليكس فيرجوسون راضيا أيضا عن الهزيمة الهامشية أمام كلوج، لكنه أكد على الخروج من هذه المباراة بالكثير من الإيجابيات. وأضاف «لقد أنجزنا ما كنا نريد إنجازه، دون تحقيق النتيجة (أي الفوز). لقد أعطينا اللاعبين وقتا للعب وأشركنا الشبان. كلما حصل كريس سمولينغ وفيل جونز على المزيد من الوقت في أرضية الملعب كان ذلك في مصلحتنا». ومن المؤكد أن الامر الذي يشغل بال فيرجوسون هو دفاعه الهش، ولم يخف انزعاجه التام من هذه المسألة بعد السماح لريدينغ بتسجيل ثلاثة أهداف في شباكه خلال المباراة الأخيرة لفريقه في الدوري. «اعتقدت خلال استراحة الشوطين بأن النتيجة (النهائية للمباراة) ستكون رقما قياسيا في تاريخ الدوري الممتاز»، هذا ما قاله فيرجوسون بعد المباراة لتلفزيون مانشستر يونايتد ومحطة «آي إس بي إن»، مضيفا «ما حصل لا يصدق. كان دفاعنا سيئا للغاية، كانت (المباراة) الأسوأ لنا هذا الموسم (من الناحية الدفاعية). علينا أن نعالج هذه المسألة. في كل مرة كانت الكرة تقترب من منطقتنا كنا نبدأ بالدعاء». وأكد فيرجوسون أن المدافع الدولي الصربي نيمانيا فيديتش الذي تعافى من إصابة أبعدته عن الملاعب منذ أواخر سبتمبر الماضي، لن يشارك في مباراة الدربي. وكان من المتوقع أن يسجل فيديتش (31 عاما) عودته إلى الملاعب اعتبارا من الأربعاء الماضي ضد كلوج، لكن فيرجوسون لم يخاطر باللاعب الصربي الذي خضع لعملية جراحية من أجل إزالة غضروف، لأنه يحتاج إلى المزيد من الوقت قبل أن يعاود اللعب. وأشار فيرجوسون إلى أن فيديتش اقترب كثيرا من العودة إلى المباريات لأنه يتدرب بشكل جيد، مضيفا «لكني أعتقد أن بعض الأيام الإضافية ستجعله يعود بشكل أفضل». وشكل غياب فيديتش عن دفاع «الشياطين الحمر» مشكلة لفيرجوسون لأن فريقه لم يحافظ على نظافة شباكه سوى أربع مرات في 23 مباراة خاضها في جميع المسابقات هذا الموسم، وكانت مباراة السبت الماضي أمام ريدينغ أبرز دليل على هشاشة دفاعه. واعترف فيرجوسون الذي أكد أن لاعب الوسط البرازيلي أندرسون سيبتعد عن الملاعب لعدة أسابيع بسبب إصابة في فخذه أجبرته على ترك مباراة ريدينغ قبل نهاية الشوط الأول، إن هذه المسألة تشغل باله، مضيفا «إذا لعبنا بهذه الطريقة لا نعلم ما سيحصل لنا. لا أتذكر على الإطلاق أننا تلقينا هذه الكمية من الأهداف قبل عيد الميلاد». وعن الموقعة قال إن الفوز بلقاء الدربي سوف يمثل أحد أفضل نتائجه خلال الأعوام ال 26 التي أمضاها مع يونايتد حتى الآن. ورغم أن سيتي لم يتعرض للهزيمة في الدوري هذا الموسم حتى الآن، ألا أنه تعادل مرتين في آخر ثلاث مباريات. وشدد أنه ولاعبيه يعون ما يملكه سيتي من مقومات، محفزا لاعبيه على تلافي الهفوات الدفاعية حتى يصبح يوم الدربي من الأيام التي لا تنسى في تاريخ «الشياطين الحمر». وتابع «ستكون مباراة كبيرة، لكن إذا دافعنا بنفس الطريقة التي لعبنا بها إمام ريدينيغ فستكون تلك مشكلة كبيرة، وإن فزنا فذلك سيشكل إحدى إفضل نتائجنا على الإطلاق، وذلك لأنهم فريق جيد، قوي ويملك لاعبين كبارا، لن يكون الأمر سهلا».