يحتفل العالم باليوم الدولي لمكافحة الفساد، والسعوديون جزء لا يتجزأ من هذا العالم وهم يحتفلون أيضا، ولكنهم يحتفلون بخصوصية أكثر منذ صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رقم: أ/65 وتاريخ: 13/4/1432ه بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في المملكة، وهناك إجماع شعبي على ضرورة تأسيسها، والجميع يتطلع إلى أن تمارس دورها وأن تتجاوب معها كافة الجهات الحكومية بشفافية كاملة. وما أنجزته الهيئة خلال ما يقارب العامين من تاريخ ولادتها جيد ومحل تقدير الجميع، إلا أن الطموح أكبر مما هو ملموس من عمل الهيئة خلال الفترة الماضية. المجتمع بأسره ينتظر من هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» أن تكون هي الأخرى شفافة وواضحة في الإفصاح عن قضايا الفساد التي وقعت تحت طائلة تدقيقها وفحصها، وأن تكشف وتشهر بمن يثبت تورطهم في قضايا إهدار المال العام ونهب مقدرات الوطن والرشاوى وهتك حرمة الأنظمة والإضرار بالوطن والمواطن والمقيم على هذه الأرض، هذا ما ينتظره الجميع من «نزاهة» ليشعروا بأن طموح خادم الحرمين الشريفين بإنشائها يؤتي أكله، وبأن آمالهم وطموحاتهم بحفظ وطنهم ومصالحهم من عبث المفسدين تثمر كما يجب. الجميع يعلم أن «نزاهة» تؤدي عملا كبيرا ووطنيا وأخلاقيا بالغ الأهمية، فالقائمون على الهيئة تم اختيارهم بعناية فائقة وهم أهل بإذن الله لتحمل أمانة هذا الجهاز الحيوي والفاعل، ولكن الأمل كان كبيرا أيضا، والانتظار كان طويلا، والأحلام الكبيرة يتوخى أهلها أن يروها تتحقق كاملة أيضا، ويريدون أن يحتفلوا بمكافحة الفساد كل يوم، فيوم واحد لا يكفي للاحتفال بها.