محسن الشيخ آل حسان قرأت عبارات عديدة تبدأ ب(لو كان).. فمثلاً: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»، و»لو كان الجوع» و»لو كان المرض.. والقهر.. والزعل.. والملل.. والتشاؤم… إلخ». أنا هنا لن أرتكب جريمة قتل ولكن سأقول: «لو كان الفساد رجلاً لرافقته.. حتى يموت بنفسه». نعم سأرافق الفساد إلى مقرات أعوانه في الوزارات والإدارات والشركات والبنوك والمزابل والمجالس، وحتى غرف التفتيش والبيارات (أكرمكم الله) لأنها المحطات التي يتخفى فيها أعوان الفساد.. باختصار سأرافقهم في حِلهم وترحالهم.ولا أدري لماذا نزلت علي هذه الرغبة في مرافقة الفساد، بعد أن قمت بالتعاون مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» خلال شهر رمضان، بتقديم حلقات من برنامج (معاً ضد الفساد) وأقسمت لهم أنني سأكشف الفساد وأعوانه بكل ما لدي من خبرة ومعرفة حتى لو اضطرتني الظروف أن أرافقهم في جولاتهم. وجاءت هذه الرغبة بتكليف ذاتي أيضاً بعد أن اتضحت لي الأمور بأن محاربة الفساد ليست على الهيئة فقط، بل كل مواطن ومقيم، رجل وامرأة، طفل وشيخ، الجميع مسؤولون أمام الله ثم الشعب والقيادة في كشف الفساد وأعوانه أينما حطوا وأينما رحلوا.نحن نعلم أن مرض الفساد تفشى في هذا العصر تفشياً سريعاً. وهو من الأمراض المؤذية، ولن يترك مكاناً أو جهة إلا وعشش واستقر فيها. فهناك الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي والأمني والديني والأخلاقي، وكل منها له أثره الكبير في شيوع اليأس والقنوط عند جمهور كبير من الصالحين والعاملين المخلصين لدينهم ثم لقيادتهم ووطنهم ومواطنيهم وحتى للمقيمين على أرضهم، ولابد من التذكير بحملة من القواعد التي تعلمناها من مرافقة الفساد والمفسدين، ومعرفتهم معرفة تدل على حقارتهم ونذالتهم وسوء معاملتهم وابتعادهم عن الوازع الديني. ودعوني أضع أمامكم بعضاً من مواصفاتهم السيئة: – هذا الفساد الطاغي يصاحبه (الأمل الزاهي) في تحقيق الغنى الفاحش (كالقمار الذي يوهم صاحبه بالثروة، وينتهي إما بالقتل أو السجن). – هؤلاء الفاسدون أو المفسدون هم جزء من المعركة الطويلة بين الخير والشر.. بين الحياة والآخرة.. بين الجنة والنار. – لقد سلط الفساد أعوانه علينا بسبب ذنوبنا وضعف إيماننا ومعاصينا وتخاذلنا عن التقرب لله عز وجل ونصرة شريعته التي تحارب الفساد والمفسدين. – وهؤلاء الفاسدون هم الآن في القبضة الإلهية يفعل بهم سبحانه وتعالى ما يشاء. – علينا نحن من نعرف كثيراً عن الفساد وأعوانه أن نتعاون مع أي جهة هي (عدوة للفساد) وندعمها بكل الإمكانات، لأن الفساد هو العدو الأكبر لكل الأعمال الخيرية والإنسان المسلم. لذا قررت أن أرافق (الفساد) وأعوانه، وأقوم بتنفيذ خطة للتخفي بمهمات سرية، وهذا ما نويت أن أفعله «مرافقة الفساد»، ومن أراد الانضمام لمرافقتي فالمكان يتسع لكل مواطن شريف يسعى لحماية شعبه ووطنه من الفساد والمفسدين!