لا أحد ينكر أن المملكة تمر الآن بمجموعة من التغيرات، فأصبح هناك حوار وقبول بالرأي الآخر وسعي لمواجهة الأخطاء، وهذه أمور كلها إيجابية. صحيح أن هناك بعض الإدارات تعاني من ضعف بالسمع وتأخر بالمشي ولعثمة بالنطق..! إلا أننا نجد على الصعيد الآخر إدارات أخرى تسعى بقوة للتغيير والتطوير وهذا ما نجده بوزارة الصحة على سبيل المثال وليس الحصر. فعلى قدر ما نتج عن موضوع إغلاق واحد من أكبر مستشفيات القطاع الخاص بمدينة جدة من جدل واسع بين معارض ومؤيد، وعلى قدر أهمية السبب، فإن اتخاذ مثل هذه القرارات الصارمة لم يكن ليحدث في السنين الماضية بل.. لم تعالج مثل هذه القضايا بهذا الشكل من قبل. وبالرغم من النقد الذي صاحب هذا القرار وحالة التأييد أو المعارضة، إلا أن هذه الحالة الجدلية في حد ذاتها إنجاز لأننا أصبحنا قادرين أن نقول لأنفسنا أن هناك خطأ وعلينا اتخاذ قرار لتجنبه.. عصر جديد بفكر جديد أصبحنا فيه نحاور ونتحاور، أصبحنا قادرين على الوصول للحقيقة المجردة دون مداراة ونقول بصوت عال إن هناك مشكلة. ما فعله الوزير أنه قال بصوت مسموع نعم لدينا مشكلة ونريد أن نسعى لحلها. وهذا ما فعله من قبل في سعيه لحصول بعض المستشفيات الحكومية على الاعتماد الدولي حتى يكون هناك ضوابط ومعايير واضحة يستطيع من خلالها محاسبة التقصير... نهج جديد برؤية جديدة في حياة المواطن البسيط الذي كل ومل من التعامل مع بعض الجهات الحكومية ولم يكن ليستطيع التعبير عن معاناته لقصور قنوات التواصل مع الجهات ذات الصلة، لنجد أن بعضا من هذه الجهات الحكومية أخذت تسعى للتخفيف من تلك الشكوى.. فبادرت إدارة الجوازات مثلا بوضع مكتب لها في بعض المراكز التجارية لخدمته، ونجد أن الأحوال المدنية تركت مكاتبها لتتواصل معه في مكان عمله لتحل له مشكلة تجديد البطاقات، ونجد أن فرص التعليم أصبحت أكبر من خلال برامج التعليم عن بعد حيث أتاحت لعديد من الأبناء استكمال مشوارهم الدراسي عبر الشاشة الالكترونية.. وكلما وصلنا إلى نقطة نجد أنفسنا نتأفف ونرجو المزيد. أصبحنا نريد المزيد دائما ولا نترك مساحة لتقييم ما حصلنا عليه وما تحقق وما هو في طريقه للتحقيق، فهذه هي طبيعة النفس البشرية الباحثة عن المزيد دائما.. هناك تغيير ملحوظ ورؤية مستقبلية جديدة نريد لها الاستمرار من خلال التحاور بجانب التقييم المستمر حتى نستطيع أن نقلل من سيل الشكاوى ونبني سدا منيعا بالعمل الجاد الممنهج على أسس صحيحة. قليل من الرضا والتعقل لنستمتع بما تحقق وبما سيتحقق بمشيئة الله. [email protected]