لا يختلف منصفان بأن الانتصار الذي حققه وإن شئت (انتزعه) الوفد الفلسطيني في الأممالمتحدة بقيادة الرئيس محمود عباس يعد بحق انتصارا حقيقيا في هذه الحقبة من الزمن تحديدا التي تتطلب أكثر ما تتطلب (الحنكة السياسية) حيث استطاع المفاوض الفلسطيني أن يحصد الأغلبية في الجمعية العامة في الأممالمتحدة بوصفه حصل على الارتقاء ببلده في أم المنظمات الدولية كعضو مراقب.. هذا النصر الذي (بز ) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن لف لفه كوزيرة خارجية البيت الأبيض حسب ادعائها بأن هذا المنحى يعيق مفاوضات السلام ملوحة بفقدان الدعم المالي والسياسي الأمريكي، وهذا ربما يعيدنا لما استشعرته الصحافة الإسرائيلية من مخاوف عندما تعهد الرئيس محمود عباس ملف التفاوض قبيل وفات الراحل ياسر عرفات وهذا يدلل من جملة ما يدلل على أن إسرائيل تتوجس خيفة من القوة الناعمة وحنكة التفاوض بوصفهما معاول وميكانيزمات السياسة الراهنة. جدير بالذكر أن من أهم المعطيات لجهة الجمعية العامة للأمم المتحدة هو تفعيل القوانين الدولية كمرجعية والحصول على حق التصديق على المعاهدات الدولية كما يعني وفق تعبير كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الأممالمتحدة ستقضي على النقاط الثلاث من استيراتيجية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والتي لطالما تبجح بها وهي (سلطة من دون سلطة واحتلال من دون كلفة وغزة في حضن مصر ).. فما أخذ بالقوة لايرد إلا بالقوة، مقولة اتضح زيفها فهو شعار أجوف مثخن بالنرجسية العدمية، إننا نتمنى تفعيل هذا الانتصار فهو انتصار للفلسطينيين بكافة فصائلهم وأقله ألا يبخسوا هذا النصر وأن يعملوا بمقتضياته فالاعتراف بفلسطين ليس بالشيء اليسير فلم يعد للعنف والمقاومة جدوى فالجميع سئموا الحروب التي لم تخلف إلا الدمار تلو الدمار ولا مناص بل ولا جدوى إلا باقتفاء الدبلوماسية ولتبدأ من البيت الفلسطيني فالمصالحة بين الفصائل وتوحيد الكلمة هي المكتسب الأهم ومن دونه لا تقوم للكيان الفلسطيني قائمة .. يبقى القول لاتزال أصداء انتصار أبو مازن تصدح في الأرجاء محدثة نقلة سياسية طال انتظارها ولم يبق إلا تجسيدها واقعيا وحصد معطياتها وأولاها وبالتأكيد وليس آخرها قيام دولة فلسطينية على حدود 67 . [email protected]