تزايدت وتيرة التوترات والمواجهات بين آلاف المتظاهرين المصريين في مسيرات سلمية نظموها مساء أمس باتجاه محيط مقر الرئاسة المصرية بقصر «الاتحادية» بمصر الجديدة احتجاجا على مشروع الدستور المصري الجديد والإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي، وبين قوات الأمن التي منعتهم من تخطي مقر الرئاسة أطلقت خلالها قنابل غاز مسيلة للدموع لمنعهم من اقتحام مقر الرئاسة. ورفع المتظاهرون أعلام مصر ورددوا عددا من الهتافات الرافضة لمشروع الدستور المصري والإعلان الدستوري فيما اصطفت قوات الأمن المصرية بمحيط مقر الرئاسة المصرية لمنع المتظاهرين من تخطي المنطقة التي تحددت للمظاهرات السلمية، كما تدافع عدد من المتظاهرين أمام «قصر الاتحادية» هربا من قنبلة غاز مسيل للدموع أطلقتها قوات الأمن المصرية التي تتولى حماية مقر الرئاسة المصرية عندما اقترب متظاهرون من الحاجز الأمني «الأسلاك الشائكة» مما تسبب في وقوع إصابات. كما وقعت مناوشات بين قوات الأمن والمتظاهرين المصريين أثناء إزالة «الأسلاك الشائكة» قبل أن تقوم قوات الأمن المصرية بالتراجع خشية تفاقم الأوضاع وزيادة حدة الاشتباكات مع المتظاهرين. وفي مدينة المنيا جنوبي القاهرة أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على متظاهرين أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين في المدينة. في هذه الأثناء قال مصدر إن في قصر الرئاسة المصرية أن الرئيس مرسي غادر القصر بعد اشتباكات بين الشرطة والمحتجين أمام القصر فيما نفت وزارة الداخلية المصرية، أمس، أن تكون قوات الأمن انسحبت من محيط الرئاسة المصرية بسبب المظاهرات أو أن يكون الرئيس مرسي قد غادر القصر بسبب تلك المظاهرات بل بعد انتهاء الاستقبالات الرسمية. وقالت الوزارة، في بيان إن «أعداد المتظاهرين تزايدت مساء أمس بمحيط قصر الاتحادية وتمكن المتظاهرون من رفع الأسلاك المحيطة بشارع الميرغني، والتزمت القوات بضبط النفس». وأضافت أن قوات الأمن انتقلت ل «النسق الثاني» لتأمين مداخل قصر الاتحادية من الخارج، مناشدة كافة القوى السياسية والمشاركين في المظاهرات التحلي بالسلمية حال التعبير عن مواقفهم. من جهة أعلنت وزارة الصحة المصرية في الثامنة مساء أن عدد المصابين قد تجاوز العشرين. من جهته، هدد نائب الرئيس المستشار محمد مكي، المتظاهرين بضرورة ضبط النفس وإلا تدخلت القوات التي تحمي القصر إذا تطورت الأمور حفاظا على الشرعية. وأوضح مكي أنه يخشى من استمرار هذا التعدي وما قد يترتب عليه من اضطرار القوات المتواجدة لحماية قصر الاتحادية من التعامل بعنف أمام العنف المتوالي من المتظاهرين أو أن تضطر بعض الجماهير «في إشارة إلى مؤيدي الرئيس» إلى أن تهب دفاعا عن الشرعية فتصطدم بهؤلاء المتظاهرين ويحدث ما لا تحمد عقباه، مشيرا إلى أن القوى السياسية التي دعت لهذه التظاهرة ووجهتها لقصر الاتحادية اختفت عن المشهد تاركة جموع المتظاهرين العاضبين الذين استجابوا لدعواتهم والذين اعتدوا بالفعل على قوات الشرطة، التي تتمسك بأقصى درجات ضبط النفس، مشيرا إلى أن جميع كاميرات وسائل الإعلام رصدت مشهد تعدى المتظاهرين على قوات الأمن دون أن تتبادل قوات الأمن في الاعتداء عليهم حفاظا على الأرواح وسلامة المتظاهرين.إلى ذلك، ذكرت مصادر صحفية أن أحد قادة الجماعات الإسلامية كشف عن نيتهم إعلان الجهاد إذا ما تم المساس بشرعية الرئيس مرسي.