انتقل الجهد العسكري للمعارضة السورية نحو دمشق العاصمة والريف المحيط بها، فيما يعتبره المراقبون أنها المعركة الموعودة أو التمهيد الحقيقي لها، لكتابة الفصل الأخير للمشهد الدموي في سوريا، فما هي آفاق المعركة الحالية؟ وهل هي الصفحة الأخيرة للنظام الحالي؟ المعارك التي يشهدها محيط مطار دمشق طرحت الكثير من التساؤلات حول مصيرية هذه المعركة والتداعيات المتوقعة منها على النظام الحالي، لكنها نتيجة طبيعية لتراكم الانتصارات التي حققها الثوار في الشمال والشرق على وجه الخصوص. لقد حاول النظام التي انهارت أغلب مواقعه خارج دمشق أن يبعد الثوار عن العاصمة لأنه يرى استمرار الشرعية الدستورية بالمحافظة على العاصمة تحت قبضة القوات الموالية له، ولذلك عمد إلى حشد قواته في العاصمة وارتكب أكثر من مجزرة داخل دمشق. وبعد فشل النظام في بسط سيطرته على بعض قرى ريف دمشق التي تقع كاملة تحت سيطرة الثوار رغم كل ما استخدمه من طيرانه ارتكب بواسطته أكثر من مجزرة في ريف دمشق. لذلك فإن سيطرة الثوار الكاملة على الريف الدمشقي شكل عاملا مساعدا استراتيجيا وعسكريا لبدء معركة السيطرة على دمشق. فالجيش الحر يعي تماما أهمية معركة المطار التي يرى فيها قطع خطوط المواصلات الدولية للنظام حيث استخدم المطار المدني لأهداف عسكرية ولنقل الإمدادات العسكرية من روسيا وإيران إلى النظام. وجميع المعطيات تشير إلى أن معركة إسقاط دمشق والسيطرة عليها بدأت ولذلك سحب النظام أكبر وحداته العسكرية من الجولان ودرعا لإسناد قواته في دمشق التي باتت عاجزة عن تحقيق أي تقدم فيها. ويتوقع أن تشهد في الأسابيع المقبلة معارك كبيرة تطال أغلب أحياء دمشق ومن ثم الاقتراب من القصر الجمهوري. فالثوار بعد ما أمنوا خطوط الإمداد لقواتهم وخاصة من المنطقة الجنوبية لن يتراجعوا عن أي حي يسيطرون عليه كما نتوقع أن تطال في القريب العاجل صواريخ وقذائف الثوار مقر الأسد في القصر الجمهوري. إن خسارة النظام لأغلب مواقعه العسكرية وفقدانه السيطرة على أكثر من 80 بالمئة من مساحة سوريا وبدء معركة دمشق والاقتراب من مقر مطار دمشق وتعطيل حركة الطيران فيه، كل ذلك يعني أن النظام سيسقط قريبا وأن المساعدات العسكرية الروسية والإيرانية والدعم الذي يقدمه حزب الله هو من أجل إطالة بقائه لشهور قليلة من أجل إتاحة الفرصة لتسوية سياسية تحفظ ماء وجه الأسد المنهار وماء وجه حلفائه. فالنظام بات بحكم المشلول تماما وساعة انهياره باتت قريبة جدا. إن ما أشار إليه المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي في الأممالمتحدة يعكس واقع الحال الأمني في سوريا فالنظام الذي استخدم جميع أسلحة القتل والدمار ضد شعبه وبلده أحدث ردة فعل شعبية كاملة ضده. والدولة الفاشلة تعني الفوضى الكاملة وانهيار كامل الدولة على العموم. ولذلك يسعى الإبراهيمي من أجل تسوية سريعة تحفظ ما تبقى من مؤسسات الدولة المنهارة.