كشفت الدكتورة سونيا مالكي مديرة إدارة الصحة المدرسية بتعليم جدة عن أن قرار نقل خدمات الصحة المدرسية إلى وزارة الصحة جاءت بعد دراسات متعمقة ومستفيضة من قبل المختصين في وزارتي الصحة والتربية والتعليم والإدارة العامة للصحة المدرسية في الوزارة، وذلك في ضوء التجارب التي أجريت حول جدوى هذا الضم في العديد من الدول العربية والأجنبية، وحيث أمكن الاستنتاج إلى أن «الضم» يمكن أن يخدم الأهداف التربوية والصحية للوحدات الصحية، خاصة في الجانب التوعوي والإشراف الصحي من خلال تحديد ممرض مختص لكل 5 مدارس بحد أقصى، وحيث يرتبط أولئك الممرضون تنظيميا بإدارة الصحة المدرسية في المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة أو المحافظة. وأعتقد أن القرار إضافة إلى أنه سيوفر آلاف الوظائف لخريجي المعاهد الصحية، فإنه سيخفف الضغط على الأطباء، حيث سيكون في مقدور أولئك الممرضين التعامل مع الحالات البسيطة كالحالات الإسعافية، لا سيما إذا خصصت دورات تأهيلية لأولئك الممرضين. وأضافت أنه في السنوات الأخيرة ركزت الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم على البرامج الصحية التوعية كبرنامج (صحتي في غذائي) و(صحة الفم والأسنان) للمرحلة الابتدائية وبرنامج (صحة البلوغ) للبنات و(يكفيك شرها) للبنين للمرحلة المتوسطة و(صحة الأسرة) للمرحلة الثانوية، إضافة إلى برنامج المدارس المعززة للصحة والذي شمل 1600 مدرسة. من جهتها، قالت فاطمة الطامي وكيلة لإحدى المدارس الثانوية بجدة: «استبشرنا خيرا بهذا النقل، ونتمنى أن تكون هناك خدمات أفضل وتقل نسبة التلاعب بالتقارير الطبية للمدرسين والمدرسات، ونأمل تحسين الخدمة المقدمة لمنسوبي التربية والتعليم وأن يكون هناك تأمين طبي للمعلم بدلا من التشكيك فيه، وما نرجوه من وزارة التربية والتعليم ألا تغفل عن حق المعلم في التأمين الطبي». وتقول صالحة الشهري أم لطالبتين في المرحلة المتوسطة والابتدائية: «منذ أيام أراجع بابنتي في الوحدات الصحية، ولا أستفيد منها سوى تصديق إجازات بناتي، أما الأدوية فهي قليلة مثل البندول وبعض المصلات إن لزم الأمر في حال تطعيم معمم على الجميع ومقارنة بالمستشفيات، فمعظم الدواء كنت أصرفه خارج الوحدة من الصيدليات الخاصة». وقالت هند عبدالله طالبة بالمرحلة الثانوية: «في الوحدة لا أستفيد سوى أن أستأذن من المدرسة حال ما يكون لدي عارض صحي، وأقوم بمراجعتهم لتصديق الإجازة ومن ثم أخذ تأمين والدي الذي وفره لي والدي ويعمل في شركة سيارات كبرى، فلا زلت أتعالج منه في المستشفيات الخاصة، هناك خدمات أفضل وأجهزة طبية متطورة لكشف الأمراض». وأوضح عبدالمجيد الغامدي الناطق الرسمي لتعليم جدة أن هذا الدمج لوزارة الصحة أمر طيب وإيجابي ووزارة الصحة متخصصة في الصحة العامة وهي ستقدم الشيء الكثير بالنسبة للعلاج الصحي المدرسي، وتتولى وزارة التربية والتعليم ما يسمى التربية الصحية والنفسية، وهناك في الخطة القادمة الصحة المدرسية ستهتم بما يخص التربية الصحية والبيئة المدرسية ونشر الثقافة الصحية بين الطلاب.