يلجأ سكان السراة في محافظات عسير مع بداية دخول فصل الشتاء، وبرودة الطقس إلى الركون والجلوس جوار مشبات النار التي توضع داخل بيوت الشعر التي قاموا بتجهيزها للاستفادة منها خلال هذه الأوقات من كل عام، حيث يصل متوسط تكلفة بيت الشعر قرابة ال15 ألف ريال ويجلسون بداخلها خلال فترات المساء مع زيادة برودة الطقس في حين تتجه المئات من الأسر يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع إلى المشاتي للاستمتاع بالأجواء الدافئة. وأكد كل من المواطنين سعيد آل مريح وسفر آل سعد ومحمد الخزامين وناصر والعبيدي، أنهم يحرصون وعائلاتهم على البقاء بجوار مشب النار وإعداد الشاي والقهوة على الجمر والتي تخرج بنكهة أخرى غير المتعارف عليها أثناء إعدادها على أفران الغاز أو الكهرباء، مشيرين إلى أن الهدف الرئيس من بيوت الشعر التي قاموا بتجهيزها هو «استخدامها في مثل هذه الأوقات من كل عام وللبهجة والوناسة والراحة النفسية وتغيير مكان الجلوس الذي اعتدناه داخل منازلنا». من جهته أوضح سعيد بن قمشع (70 عاما)، أن المشب هو اسم مأخوذ من مصدر فعله وهو مكان إشعال النار وإعداد القهوة والشاي قديما ومع الوقت لم يهمل الناس تطويره فأصبح يبنى في المجالس ويزين بالجبس عبر نماذج ومفردات شعبية وهو عبارة عن مكان توقد فيه النار وإلى جانبه رفوف توضع عليها دلال القهوة وأباريق الشاي والمباخر وأوان أخرى تستخدم لإعداد المزيد من المشروبات الساخنة كالحليب والزنجبيل والنعناع والحبق وغيرها، ومع دخول الشتاء يطيب السمر حول النار.