الشاب فيصل عبده عسيري هوايته ترويض الوحوش، مسافة قصيرة تفصله بين الفك المفترس والحياة، غير أنه تعلم لغة الافتراس وعرف أسرارها فخلق صداقة مع الأسود والنمور والتماسيح والثعابين السامة ومارس هوايته المخيفة حتى أتقنها بعد أن منحها كل وقته وأعصابه فأصبح صديقا للحيوانات المفترسة والزواحف السامة والقاتلة. ومن أعز أصدقائه أسد ظل يربيه ويعطف عليه فظل رفيقا له في كل عروضه الشيقة فضلا عن ثعابين لا تمل رفقته فأنشأ حديقة حيوانات حملت اسم عالم الواحة كثيفة بشتى أنواع الحيوانات غير الأليفة والأليفة مثل القطط البرية والضباع وفصائل الأغنام النادرة واللاما والكلاب المختلفة والأحصنة والأبقار والتماسيح والطيور بأنواعها، كما تحتوي الحديقة على جلسات مميزة وترفيهية للعائلات، ومسرح كبير للاستعراضات. في فم الأسد يقول فيصل إنه كابد وعانى كثيرا قبل أن يجود مهنته، وظلت حديقة حيواناته مزارا للكبار والصغار وطلاب المدارس والرحلات العائلية ولا يمنع الزوار عن الأسود المفترسة غير سلاسل وقيود وأقفاص حديدية، حيث يقدم فيصل عروضه المثيرة بمباراة مع الأسد وقضم دجاجة حية وإدخال يده في فك الأسد المفترس قبل معانقته بوئام ومحبة متبادلة. كما يشارك في الاستعراضات والمناسبات والأعياد وينقل حيواناته معه عبر رحلاته بالساعات لإقامة الاستعراضات في مختلف بلدات وقرى ومدن منطقة عسير. تجاوز الشاب الهاوي كل المخاطر والعقبات والمشاكل وحقق حلمه في إنشاء حديقته.. وما زال يكابد لحل بعض الإجراءات الصعبة في بعض الدوائر الحكومية ويقول «الحديقة أنشئت على مجهودي الخاص، حيث أستاجرت مساحة ثلاث أراضي بالقرب من منزلي، أحضرت الحيوانات من مناشئها الأصلية مثل الأسود والثعابين من أفريقيا، كنت أسافر إلى المناطق النائية من أجل الحصول على أنواع الثعابين النادرة وبأسعار مرتفعة الثمن، حيث يكلفه الثعبان الواحد من 14 إلى 15 ألف ريال سعودي، والشبل من الأسد يتراوح ثمنه من 40 إلى 45 ألف ريال، وأخيرا زوج الأسود الذي اشتراها كلفه أكثر من 80 ألف ريال. لغة مشتركة يضيف المدرب العاشق للحيوانات: إنه أحب الحيوانات الأليفة والمفترسة منذ طفولته ولم يمنعه خوف أهله ووالديه منها وتحذيراتهم، وتميز عن الأطفال بقضاء معظم أوقاته في مداعبة الحيوانات واطعامها والمحافظة عليها، «بيني وبين الأسود والحيوانات لغة مشتركة لا يشعر بها أحد إلا أنا، أحلم بهم وأشعر في منامي لو أن مكروها أصابها». وفي حادثة طريفة ورهيبة كادت أن تودي به، يروي فيصل «أبلغني أحد العمال بخروج أسد من قفصه بعد أن نسي أحدهم الباب مفتوحا، لكن الأسد لم يبعد كثيرا بل أخذ قسطا من الراحة أمام عرينه ثم عاد. ويطمح فيصل عسيري أن ينمي مشروعه أكثر ويدعمه بكل ما هو جديد متطور لصالح الحيوانات والحديقة لتتسع أكثر للزائرين، ويأمل من المسؤولين الدعم و المساندة.