يتعايش فيصل عسيري شاب في العقد الثاني مع زئير الأسود وعواء الذئاب، ويتقبل بكل أريحية فحيح الأفاعي، وهو يعيش بينها جميعاً في حديقة حيوان بوسط مدينة أبها أو في منزله أو خلال الاستعراض بها في مهرجانات عسير الشتوية والصيفية، ولا يأبه فيصل لنداءات مقربين منه بالحذر من أفاعي الأصلة والكوبرا والحية السوداء أو هجمة شرسة من تمساح غاضب قد يؤذيه. حيوانات غريبة وأكد عسيري ل”الشرق”، أنه اعتاد منذ سبع سنوات على ترويض هذه الحيوانات في حديقة تضم عشرات الأنواع من الحيوانات المفترسة، مثل الأسود والذئاب والضباع والتماسيح والثعابين ذات السم وأخرى مروضة بدون أنياب، وكذلك الطاووس وجميع أنواع الطيور، مثل الصقور الحرة والأصيلة والببغاوات والنعام والكناري والبلابل والحمام والدجاج بمختلف أنواعها، إضافة إلى ولعه بتربية القطط المتوحشة والعادية والأرانب والسلاحف والخيول والغزلان والريم والقرود وغيرها، فهو دائماً ما يحرص على جلب الأنواع الغريبة من الحيوانات سواء الأليفة أو المفترسة. جمهور كبير ما يسر الشاب عسيري، أن جمهوراً عريضاً يأتيه للحديقة ويحضر عروض السيرك مع الأسد الذي جلبه مؤخراً مع لبؤة بحوالي ثمانين ألف ريال. وعن الأفاعي التي جلبها، أوضح فيصل أن قيمتها ترتفع حتى سعر 14 ألف ريال، ويجلب معظمها من إفريقيا، مشيراً إلى أنها من النوع الخطر، وأنه تمكن من ترويضها والاستئناس معها. وقال عسيري: “أقضي أجمل وأمتع الأوقات برفقة الحيوانات والزواحف”، مؤكداً أنه يقدم استعراضاً بالثعابين ويلعب معها، بعد أن تمكن من ترويضها، موضحاً أنه يتيح الفرصة للجمهور لالتقاط صور معها. غدر الأفاعي وأكد فيصل عسيري أن هواية ترويض الحيوانات المفترسة، تستهويه منذ أن كان في العاشرة من عمره، وأوضح أن أصعب موقف واجهه أثناء عمله، حين تعرض للدغة غير مكتملة، بعد أن غدرت به إحدى الأفاعي أثناء عرض في قرية المفتاحة السياحية، لافتاً إلى أن الأفعى حاولت قضم إصبعه فتعرض للدغة وتمكن من إكمال العرض أمام الجمهور، ثم عالج نفسه بعدها. وذكر عسيري أن التعامل مع كل أنواع الحيوانات المفترسة والثعابين، يحتاج إلى خبرة ودراية وتمرُّس، من خلال العمل اليومي والتدريب على مواجهة الخطر والتعامل مع سلوك الحيوان أو الأفعى، الذي لابد أن يدرسه الذي ينوي التعامل وترويض الأفاعي والحيوانات المفترسة والزواحف الخطرة مثل التمساح . مهمة الترويض وأوضح عسيري أنه استغل جزءاً من ساحة بجوار منزله، لبدء مهمة ترويض الحيوانات والأفاعي، قبل نقلها إلى حديقة يستأجرها منذ سنوات في أبها. وأكد أن مثل هذه الهواية تمثل منعطفاً مهماً، وأبرز ما يميزها الرغبة والهواية والخبرة، مشيراً إلى أنه يتحمل مصاريف كبيرة جداً، من جراء ممارسته مثل هذا النوع من الاستثمار، مثل مصاريف العمال والإيجار، وتكاليف نقل الحيوانات من موقع إلى آخر بحكم مواقع الفعاليات، فضلاً عن أن طعام الحيوانات مكلف جداً وكذلك الأفاعي، إضافة إلى مصاريف السفر فهو يجلب معظم الحيوانات من دول خارجية، بينما يشتري أنواعاً منها خاصة الأفاعي من بعض الشباب. صيد الأفاعي ويذهب عسيري في رحلات خاصة لاصطياد الأفاعي الخطرة من مواقع يعلم وجودها فيها، ويتطلع مروض الحيوانات المفترسة الشاب إلى وجود رأس مال يساعده على إقامة حديقة حيوانات كبيرة ومقومات حديثة ومتطورة، وأضاف أنه يأمل أن يجد فرصة في مناسبات متعددة خارج منطقة عسير، فهو يمتلك مقومات المهنة والمشروع من خبرة، إضافة إلى جميع أنواع الحيوانات حتى النادرة منها. مع التمساح الذي روّضه