قال حكيم لبنيه: يا بني.. إياكم والجزع عند المصائب، فإنه مجلبة للهم وسوء ظن بالرب وشماته للعدو.. وإياكم أن تكونوا بالأحداث مغترين.. ولها آمين.. فإني والله ما سخرت من شيء إلا نزل بي مثله، فاحذروها وتوقعوها.. فإنما الإنسان في الدنيا غرض تتعاوره السهام، فمجاوز له ومقصر عنه.. وواقع عن يمينه وشماله حتى يصيبه بعضها.. واعلموا أن لكل شيء جزاء.. ولكل عمل ثوابا.. وقد قالوا: كما تدين تدان.. ومن بَر يوما بُر به.. وقال حكيم لابنه: يا بني.. إن أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل كسب مالا من غير حله فأدخله النار، وأورثه من عمل فيه بطاعة الله فأدخله الجنة.. وقال حكيم لابنه: يا بني.. إني موصيك بوصية، فإن لم تحفظ وصيتي عني لم تحفظها عن غيري.. اتق الله ما استطعت.. وإن قدرت أن تكون اليوم خيرا منك أمس، وغدا خيرا منك اليوم فافعل.. وإياك والطمع.. فإنه فقر حاضر. وعليك باليأس.. فإنك لن تيأس من شيء إلا أغناك الله عنه.. وإياك وما يعتذر منه.. فإنك لن تعتذر من خير أبدا.. وإذا عثر عاثر فاحمد الله ألا تكون هو.. يا بني.. خذ الخير من أهله، ودع الشر لأهله، وإذا قمت إلى صلاتك فصل صلاة مودع، وأنت ترى ألا تصلي بعدها.. وقال عبدالملك بن مروان لبنيه: كفوا الأذى.. وابذلوا المعروف.. واعفوا إذا قدرتم.. ولا تبخلوا إذا سئلتم.. فإنه من ضيق ضيق عليه.. ومن أعطى أخلف الله عليه.. [email protected] فاكس:6514860