أكد مدير إدارة الدفاع المدني في جدة العميد تركي بن علوان الحارثي استعداد الدفاع المدني للتعامل جيدا مع تداعيات موسم الأمطار، من خلال التمركز في المواقع التي يشعرون أنها تشكل خطرا على الأهالي، وأمام المشاريع تحت التنفيذ، موضحا أنهم يفعلون مراكز إسناد عدة وقت الطوارئ ويستعينون بأحدث التقنية والآلات. واعتبر العميد الحارثي في حواره ل«عكاظ» الورش الصناعية تمثل مشكلة كبرى للدفاع المدني، مبينا أنهم قدموا مقترحات لأمانة جدة بوضعها خارج المدينة وتصنف حسب نشاطها «والأمر طور التنفيذ». واستبعد إخراج محطات الوقود ومحال الغاز بعيدا عن التجمعات السكانية لحاجة الأهالي لها بشكل مستمر، مؤكدا أن الدفاع المدني يلزم تلك المرافق بتطبيق اشتراطات السلامة، ومن يخالف يتعرض لعقوبات تصل إلى «الإغلاق». ما دوركم في صيانة المدارس الأهلية ومتابعة التزامها باشتراطات السلامة؟ نكشف على المباني المدرسية دوريا لمعرفة مدى التزامها باشتراطات السلامة، وصلاحية ممارسة التدريس فيها، ونفحص مداخل ومخارج الطوارئ للتأكد من قدرة الطلاب والمعلمين على الخروج منها سريعا وبسهولة في حال حدوث أي طارئ، ولا تمنح المدرسة رخصة لممارسة العمل فيها، إذا أخلت بأحد الشروط المطلوبة. ما تقييمك للتجارب الفرضية التي يجريها الدفاع المدني باستمرار مع الدوائر الحكومية؟ حققت التجارب الفرضية التي يجرها الدفاع المدني أهدافها الإيجابية، خصوصا أنها تركز على تدريب الأفراد كل حسب مركزه الإداري، ونسعى من خلالها لمعرفة مدى استعداد الأجهزة الحكومية، والتعرف على السلبيات لتلافيها والإيجابيات لتطويرها. هل هناك دراسة لإبعاد محطات الوقود خارج النطاق العمراني؟ لا يمكن إخراجها عن الأحياء، فهي للاستهلاك اليومي، ولكننا نطبق عليها وسائل السلامة ونفرض عليها شروطا معينة، ولو خالفتها بعد إنذارين فإننا نعاقبها بالإغلاق. وجه أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بنقل محطة غاز كيلو 14، هل بدأتم عمليا لإخلاء الموقع؟ نعم، وجه الأمير خالد الفيصل أمانة جدة بنقل محطة الغاز خارج النطاق العمراني، بالتنسيق مع البلدية لتحديد المكان والزمان الذي سينفذ فيه هذا القرار، ونحن في الدفاع المدني رصدنا توصيات سابقة منذ سنوات بنقل محطة الغاز خارج التجمع السكاني، لحماية الأهالي من أي أخطار تصدر منها -لا قدر الله-، على الرغم من أن محطة الغاز تخضع للأمن الصناعي من ناحية السلامة وهي تحت إشرافهم ومتابعتهم، ونحن من منطلق الحرص على المواطنين وسلامتهم فإننا نساندهم. ألا تشكل محال الغاز خطرا على المواطنين؟ محال الغاز مثلها مثل محطات البنزين، لايمكن إخراجها بعيدا عن الأحياء لحاجة المواطنين لها بشكل مستمر ويومي، وإبعادها سيشكل إرهاقا على المواطنين، ولكننا في الدفاع المدني، نطبق عليها لوائح خاصة، تلزمهم بتطبيق اشتراطات السلامة، ومن يخالف ينذر ويشعر بالمخالفة، وإذا لم يلتزم باللوائح تطبق في حقه الغرامة وإذا تكررت تجاوزاته يتعرض المحل للإغلاق، وليس لدينا خطة لإخراجهم بعيدا عن التجمعات السكانية، مثلهم مثل محطات الوقود والمخابز والكهرباء، لأنها استهلاك يومي ولابد أن تكون داخل الأحياء. وهناك لوائح خاصة لكل نشاط على حدة، وفي حال حدث طارئ لاقدر الله فإننا منتشرون بين الأحياء وجاهزون لأي حدث. وما دوركم تجاه المناطق الصناعية المنتشرة في أرجاء المحافظة؟ خصوصا ما يتردد بأن البعض يفتعل الحرائق للحصول على التأمين؟ بالنسبة للمصانع فإنها تعمل تحت مظلة وزارة الصناعة والكهرباء، وهي قليلة الخطورة لأنها مهيأة من الأساس بوسائل السلامة من قبل ملاك المصانع، ومعاناتنا نحن أفراد الدفاع المدني تكمن في المصانع التي تقع خارج المنطقة الصناعية مثل النشاطات الخفيفة، ولها لجان تحدد وسائل السلامة المطلوبة فيها، وتتابعها باستمرار، أما الورش فهي تمثل مشكلة كبيرة للدفاع المدني وأهمها جنوبجدة أو سوق الأمير متعب أو المنطقة الصناعية شمال المحافظة، وسبق أن ناقشنا أمرها ووضعنا مقترحات لأمانة جدة بوضع ورش صناعية خارج المدينة وتصنف حسب النشاط، مثل كهرباء وسباكة ونجارة ومركبات، وأعتقد أن الأمر طور التنفيذ، وفيما يتعلق بافتعال الحرائق بغرض الحصول على تأمين، فالأحداث تختلف من موقع لآخر، وفي حال حدوث حريق، فإن هناك خبراء جنائيين يكشفون على الحريق ومسبباته، وإن ثبت أن الحريق جنائي أو مفتعل فإنه صاحبه خاسر في الحالتين، الحالة الأولى أدواته التي أتلفها والتأمين الذي لن يحصل عليه. كيف تتغلبون على تأخر وصول آليات الدفاع المدني لموقع الحادث في ظل اختناق شوارع جدة؟ أي مركز من مراكز الدفاع المدني لديه معرفة تامة بمداخل ومخارج الطرق المختصرة التي توصله إلى مقر المنشأة التي تعرضت للحريق، ولكن معاناتنا الحقيقية تكمن في التجمهر من قبل المواطنين، فهم يعرقلون حركة السير والآليات ومركبات الدفاع المدني، وتأخر وصولنا لمكان الحادث، بيد أننا ننسق مع المرور والدوريات الأمنية لتسهيل وصولنا لمقر الحريق في وقت قياسي. متى يطبق الدفاع المدني الخرائط الرقمية ليتمكن من الوصول لموقع الحدث سريعا؟ نعمل الآن على برنامج مقره في غرفة العمليات لمعرفة أماكن المنشآت المهمة في جدة، وأيضا لدينا خرائط رقمية توضح خارطة المدينة بالكامل لتسهيل الوصول إليه، وأيضا تتبع العربات منذ انطلاقها من المركز إلى وصولها لموقع الحدث، وهو برنامج حديث في طور التنفيذ. أين وصلتم في مشروع تأهيل الكوادر للتعامل مع تداعيات الأمطار والسيول؟ رجال الدفاع المدني أو الإنقاذ أو الإسعاف مؤهلون للتعامل جيدا مع أي طارئ طبيعي، ويخضعون لتدريب يومي يقام على رأس العمل، وهناك دورات منظمة تقام على مدار السنة لتأهيل الكوادر وتطوير قدراتهم. هل هناك خطة لتبادل الخبرات بينكم وبين دول العالم الأول من خلال الابتعاث؟ سنعمل على ذلك في المستقبل القريب. ما المعايير التي تعتمدونها في تأسيس مراكز الدفاع المدني، فهناك أحياء بها أكثر من مركز، في حين أخرى تفتقدها؟ تأسيس المراكز وتوزيعها، يجري وفق معايير عدة، منها الكثافة السكانية أو المنشآت المهمة وغيرها، ولم توضع بطرق عشوائية، بل وفق استراتيجة مدروسة، ووضعت لها خطط تنظيمية، فبعض الأحياء تحتاج إلى مركزين أو أكثر، وبعضها يحتاج إلى مركز واحد فقط، وتجد مراكز السبيل مثلا تحوى معدات كثيرة واحتياطات متعددة مثل السلالم ومعدات تتعامل مع الأدوار العلوية، في حين شمال جدة به الكثير من الفلل السكنية والأبراج كبيرة الحجم، ولها تعامل خاص بأجهزة تستطيع الوصول لأعلى الأماكن، لنتمكن من تنفيذ عمليات الإطفاء والإنقاذ والإخلاء كما يجب. كيف خلصتم الأحياء والتجمعات السكنية من المستودعات التي كانت تشكل خطرا على الأهالي؟ لا يوجد مستودع مرخص داخل حي سكني، لأن ذلك ممنوع، وهناك لجان من البلدية تفتش على تلك المستودعات، ولو كان هناك مستودع مخالف فسيطبق عليه العقاب كأي منشأة أخرى، والدفاع المدني لا يستغني عن دور المواطن في الإبلاغ عن أي مخالفات فهو العين الثانية لنا، ولو شاهد مستودعا مخالفا للتعليمات ويشكل خطرا على المواطنين فعليه إبلاغنا في الحال، أو إبلاغ الدوريات الأمنية أو البلدية، لإغلاق محله وفرض عقوبات صارمة عليه، وإجباره على نقل المستودع لأماكن مخصصة ومعروفة، أما إذا كان في الأماكن المخصصة، فهذا لايمنعنا من التأكد من تطبيق لوائح واشتراطات السلامة. كيف تردون على من يرى أن رسائل الدفاع المدني التحذيرية عند وقوع الأمطار في جدة مخيفة للمواطنين؟ نحن نوجه الناس، ونسعى لتوعيتهم عبر الوسائل المختلفة، المرئية والمقروءة، ومواقع التواصل الاجتماعي بمخاطر الأمطار، حتى لايحدث طارئ لاقدر الله، دورنا هو التنبيه، لأن جدة مكتظة بالزحام في غير اليوم الماطر فما بالك بيوم المطر، أما بالنسبة لما حدث سابقا، فكان بأمر الله، وبإذن الله لن يتكرر، فنحن على أتم الاستعداد لأي طارئ، ونتمركز في المواقع التي نستشعر بأنها تشكل خطرا على المواطنين، وأمام المشاريع التي مازالت تحت التنفيذ، وهناك مراكز إسناد عدة يجري تشغيلها أو تفعيلها وقت موسم الأمطار، كما أن جميع المنشآت الحكومية تساند الدفاع المدني وغير الدفاع المدني في حال حدوث طارئ لاقدر الله. وهناك خطة معتمدة بتوجيه من محافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد ومتابعة من أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ولدينا 16 مركزا مجهزا بالكامل و32 فرقة و16 موقع إسناد مجهز بالكوادر المؤهلة والمعدات إضافة إلى 28 قاربا، للتصدي لأي طارئ في أي وقت كان في جدة، كما يوجد نحو ثلاثة أضعاف تلك المعدات في مركز قرب بحرة، ولدينا أيضا الطيران الأمني وتقنيات عالية ومعدات مجهزة بأشعة فوق الحمراء للرؤية الليلية.