كان بالامكان ان تكون أندية المملكة أكثر خبرة وتمرسا واحترافية مع اي كبوة او خسارة أمل وضياع حلم .. وكان بالإمكان أن يعود قطبا جدة من البطولة الآسيوية أكثر إصرارا وقوة بعد أن خاضا عراكا رياضيا قويا متمثلا في دوري أبطال آسيا. ولكن نقص ثقافة الاحتراف و ضعف العمل الاداري وأهدافه و عدم تواجد الطبيب النفسي ضمن أركان الفريق أدى لفقر فني في ردة الفعل عقب الاخفاق، فكيف لفريق «الاهلي» بعد أن حقق وصافة آسيا أن يعود لنا بهذا الوهن من الأداء والانهزامية والتبلد الجسدي فنيا و ذهنيا ، فالقلعة لم تعد محصنة امام خصومها وأساسها أصبح آيلا للسقوط لما هو أبعد وأعمق ، و لم تكن حالة الاحباط نابعة نتيجة ضياع حلم تحقيق بطولة آسيا لأول مره و الذهاب للعالمية فقط ، بل ان الماديات كان لها دور أيضا بعد أن دفعت الملايين لاستقطاب لاعب «هوساوي» بينما كان آخرون ينتظرون التكريم ورفع أسعار عقودهم ، مما ادى لتراكم هذه الضغوط على كاهل اللاعبين وبالتالي انعكس ذلك على اداء الفريق ليختل توازنه و يفقد هيبته كوصيفا لآسيا 2012. اما الاتحاد فتضرر كثيرا من ضربة دي سوزا المزعجة ثم خسارته من منافسه التقليدي «الاهلي» وخروج جيل الكبار من البطولة الآسيوية التي تمرسوا عليها سنوات طويلة ليعود أكثر عصبية للدوري ويبحث عن ما يمكن أن يعوضه عن ذلك الخروج المر ، ولكن غياب الجهاز الإداري والنفسي أيضا أثر على انضباطية و روح الفريق فتذبذب مستواه مابين خسارة وتعادل مع تذبذب وعود الإدارة بدفع المتأخرات ورواتب اللاعبين ، وإن كان حال الاتحاد به شيئا من جاهزية النهوض بعد فوزه الصعب على الشعلة الا أن الأهلي مازال يسير في نتائجه ب «المقلوب» عكس ماكان يتوقع أنصاره ومحبوه قبل بداية الموسم. فهل يرفع الاهلي معنوياته بشيء من الأمل بفوزه على الاتحاد ، أم يطلق الاتحاد رصاصة الرحمة على فريق كاد أن يتوج بلقبين «بطل آسيا 2012 وتحقيق حلم الوصول للعالمية» ولكن لم يحالفه التوفيق في ان ينال احدهما.