اختلف مع عديد من الزملاء الإعلاميين الذين شخصوا حال الاتحاد وبحثوا عن الداء الذي أوصل الاتحاد لهذا الحال حتى أصبح يلعب فقط باسمه وليس بروحه، واختلافي أن مشكلة الاتحاد ليست فنية في مدربه ولاعبيه، ولم تكن مشكلة دي سوزا هي السبب وراء الخروج من الدور قبل النهائي لكأس الاتحاد الآسيوي للمحترفين كما أن العنصر الأجنبي لم يكن سبب الخسارة أمام نجران 2-صفر. تلك مؤشرات كانت واضحة لواقع العميد الذي تمخض من رحم المشاكل الاتحادية وغياب الدور الشرفي لدعم إدارة محمد الفايز حتى وصل به الحال لاستجداء الجماهير الاتحادية للوقوف خلف ناديها من خلال دعمها المادي. الاتحاديون تفرغوا للردود والاتهامات والتشكيك فيما بينهم ونسوا دورهم الرئيس بإصلاح الخلل وتضميد جراح ناديهم التي أثخنت الجماهير ودفعت ثمنها باهظاً حتى بات الفريق يقدم أسوأ عروضه منذ نحو 15 عاما إن لم تكن أكثر. مشكلة الاتحاد لم تكن فنية على الإطلاق والدليل وصول الفريق للدور قبل النهائي لدوري أبطال آسيا. نعم الفريق فنيا ليس كما كان قبل موسمين لكنه قادر على العودة لاستعادة مستوياته المعروفة لو انصلح حاله الإداري، وتلقى الدعم المطلوب من قبل رجاله وتفرغوا جميعاً إدارة وأعضاء شرف وإعلاميين لدعم الاتحاد بعيداً عن الاسماء، فمشكلة الاتحاد في الأشخاص حيث كل فريق يحارب الآخر. الاتحاديون خرجوا عن النص المعروف بولائهم ودعمهم المطلق (للاتحاد) وتفرغوا لتسليط الضوء على نقاط الاختلاف وتركوا نقاط الالتقاء التي تجمعهم وتقربهم من التغلب على الأمور الثانوية التي تؤدي لتدهور أوضاع الفريق وترمي به للمجهول، نعم خرجوا عن النص فاهتز الاتحاد وبات "النمر" لا يخيف أحداً بل ضعيفاً يتمنى الآخرون اصطياده لسهولة التهامه وهزيمته كما فعل به النجرانيون وأكدوا أنه يعيش في وضع مأساوي منذ خروجه الآسيوي على يد غريمه التقليدي الأهلي. وقد شاهدنا خلال الأيام الماضية تداعيات الخروج الآسيوي والكل من الاتحاديين يوزع اتهاماته على المدرب والإدارة واللاعبين ولكنهم لم يستخلصوا الدروس والعبر لما يدور بينهم من اختلافات هدمت كيانهم وحطت من فريقهم، فالاتحاد هدمه الاختلاف بين أفراده في الرأي والأسلوب، فضاع واختل توازنه وتحول من بعبع مخيف إلى حمل وديع وانتهت أحلامه بالعودة لتحقيق اللقب الآسيوي وصولاً لبطولة أندية العالم، والأدهى أن وضع الحلول بات كلاماً، وكل وعود الإصلاح تطير مع أول لفحة هواء. حال الاتحاد إن استمر في طريقه فانه سيواصل نزيفه للنقاط في دوري "زين" وسيعود حال اتفق الاتحاديون على دعم ناديهم وتخلصوا من مشاكلهم وتفرغوا للاتحاد وللاتحاد فقط بعيدا عن أي أمور أخرى، فالوضع الفني لا يمكن حله إذا لم يكن الاتحاديون أنفسهم في وفاق!! بقي أن نشير إلى أن الفريق الاتحادي بحاجة إلى إدارة كرة قوية لضبط مختلف الأمور داخل الفريق دون ترك أي لاعب يكون سليطاً ويعبث بالفريق كيف مايريد !!.